اليمن: تشارُك أسماء 15 ألف أسير تمهيداً لصفقة تبادل
صرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، بأن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في السويد بين وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة "أنصار الله" الحوثية، أحرزت تقدما في عدد من القضايا خلال المحادثات التي انطلقت الخميس الماضي.وقال غريفيث إن الوفدين الحكومي والحوثي يناقشان تفاصيل إعادة فتح مطار صنعاء وتدابير خفض التصعيد في محافظتي تعز والحديدة.وأضاف أن الطرفين يبحثان كذلك تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، فضلا عن الوضع الاقتصادي، وسيتم الإعلان عن اتفاقات ملموسة بنهاية جولة المشاورات، التي يتوقع أن تختتم غدا.
وأوضح أنه يجرى الآن بحث موعد ومكان الجولة المقبلة من المشاورات مع الطرفين، والتي ستكون في بداية العام المقبل. وكانت تقارير قد أشارت الى إمكان أن تستضيف الكويت هذه المفاوضات.وأعرب المسؤول الأممي عن التفاؤل مجددا بالروح الإيجابية والجدية التي أظهرها الطرفان في جولة المشاورات الحالية، مؤكدا أنه لا يزال طموحا بشأن نتائجها.وتشير تصريحات غريفيث إلى قرب إعادة فتح مطار العاصمة اليمنية، الذي اشترطت الحكومة المعترف بها دوليا أن يتم تشغيله بعد إخضاع الطائرات المتجهة إليه للتفتيش بعدن أو سيئون، قبل أن تكمل رحلتها إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة المتحالفة مع إيران.في موازاة ذلك، تبادل وفدا الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين كشوفا تتضمن حوالي 15 ألف اسم لأسرى ومعتقلين لمبادلتهم.وقدم الوفد الحكومي كشوفا بثمانية آلاف ومئتي اسم، في حين قدّم الانقلابيون كشوفات بسبعة آلاف اسم. ويقضي الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان ضمن خطوات بناء الثقة بمشاورات السلام أن يتم تبادل الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين خلال 45 يوما من تبادل الكشوف بأسمائهم.ولاحقاً، أعلن رئيس لجنة الأسرى بوفد الحوثيين أن اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين سيتم في 20 يناير المقبل. من جهتها، قالت الرئاسة اليمنية، أمس في بيان، إن لديها أملا أن تنجح مشاورات السويد في تخفيف معاناة الشعب.وأكدت عبر «تويتر» أن الفريق الحكومي تجاهل، لأسباب إنسانية، «مقايضة أسير الحرب بالمعتقل والمحتجز»، في إشارة إلى قبول الحكومة الإفراج عن أسرى الحرب الحوثيين، مقابل إفراج الجماعة عن المختطفين المدنيين.جاء ذلك، غداة الإعلان عن طرح غريفيث مبادرة بشأن الحديدة وأخرى بشأن تعز في إطار طرح شامل لإنهاء النزاع المستمر في البلد العربي منذ أواخر 2014.وقال عضو الوفد الحكومي محمد العامري، أمس، إن الوفد تعاطى بشكل إيجابي مع رؤية غريفيث، في تهدئة القتال، لكنه أكد "ضرورة انسحاب المتمردين من مدينة الحديدة والموانئ، وتسليم خرائط الألغام، حتى تتمكن وزارتا الداخلية والنقل، من الإشراف على الموانئ" الاستراتيجية. وطالب وفد الحكومة اليمنية، بضرورة انسحاب الحوثيين، من مدينة الحديدة ومينائها، إضافة إلى ميناءي رأس عيسى والصليف، بمحافظة الحديدة.إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنّها بحاجة إلى أربعة مليارات دولار لتوفير المساعدات الإنسانية في 2019 لحوالي 20 مليون يمني، أي 70 في المئة من السكان.وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إن المنظمة الدوليّة تحتاج كل عام إلى مليار دولار إضافي لتوفير المساعدات الإنسانية في اليمن. وأضاف أنه بمبادرة من السويد وسويسرا والأمم المتحدة سيعقد مؤتمر للمانحين في جنيف في 26 فبراير المقبل.في سياق آخر، التقى نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي الأحمر، أمس الأول، وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن عبدالله النخعي، وناقش معهما المستجدات الميدانية وأوضاع الوحدات العسكرية.