قال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، إن بلاده تحتاج إلى التوقف عن سياسات التقشف المالي، وأن تدفع بسخاء لتجنب احتجاجات شعبية على غرار احتجاجات "السترات الصفراء" الحالية في فرنسا.يأتي ذلك في وقت تخوض حكومة بلاده نزاعا مع المفوضية الأوروبية بسبب خطط الحكومة لزيادة العجز في موازنة 2019، بهدف زيادة مخصصات دعم الفقراء ومحدودي الدخل في إيطاليا، وفي الوقت نفسه تستهدف تجنب أي إجراءات عقابية من جانب الاتحاد الأوروبي، والتي قد تصل إلى فرض غرامات باهظة على روما.
وفي كلمة له أمام "رابطة الصحافة الأجنبية" في روما مساء أمس الأول، قال سالفيني، الرجل القوي في الحكومة، وزعيم حزب "الرابطة" اليميني المتطرف، "أفعل وسأفعل كل شيء حتى لا تشهد إيطاليا المشاهد التي يعانيها الفرنسيون، بكل أسف. بالتأكيد نحن لا نواجه أوقاتا سهلة، لذلك نحن نعرف أكثر أنه واجب علينا أن نستثمر في السلام الاجتماعي لتجنب مشاهد على النمط الفرنسي، وأن نساعد هؤلاء الموجودين في قاع المجتمع".وقال سالفيني المعادي للمهاجرين، إن حزبه الشعبوي "يحاول المساعدة في بدء عصر نهضة أوروبية جديد".وأشار إلى قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، والفوضى في فرنسا، وتباطؤ نمو الاقتصاد حتى في ألمانيا، والمشكلات الاقتصادية في اليونان، أمور لن تحل في بروكسل، حيث مقر المفوضية الأوروبية.وأعلن سالفيني أن أزمة "السترات الصفراء" تظهر أن الفرنسيين أدركوا أن رئيسهم ايمانويل ماكرون كان "صنيعة مختبر تم اختراعه لمنع التغيير الوحيد الذي كان يرتسم في الأفق" للمحافظة على النظام القائم، في إشارة محتملة الى الإمكانية التي كانت قائمة لفوز زميلته الفرنسية في اليمين المتشدد مارين لوبن بانتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة.وأضاف: "أذكر أنه قبل بضعة أشهر فقط، كان ماكرون بطل أوروبا الجديدة بالنسبة الى اليسار الإيطالي برمته. كان العبقري الجديد لأوروبا، المنقذ الجديد لأوروبا، لقد أخطأوا مجددا".وتابع سالفيني: "أفهم جيدا الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تقف وراء حركة آمل أن تحقق أهدافا ملموسة"، مع تنديده بـ "أي شكل من العنف".لكنه قال أيضا: "حين يرشق قوات الأمن بزجاجات حارقة، أقف الى جانب قوات الأمن".وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي، إن ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قادر فقط على أن يكون له تأثير محدود على السياسات الأوروبية.وأضاف: "لقد قابلت بانون مرة في الصيف الماضي. لقد قرأته. أتفق مع بعض مواقفه، واختلف معه في البعض الآخر، إنه شخص محفز، لكن مصير أوروبا في أيدي الأوروبيين وليس في يد شخص آخر".كما توعّد وزير الداخلية الإيطالي بمضاعفة عدد مراكز الطرد الخاصة بالمهاجرين اللاشرعيين، وتطهير بلاده من الهجرة المخالفة.وقبل وصوله أمس الى إسرائيل، قال سالفيني: "لا ينبغي عليّ عند ذهابي كل مرة إلى إسرائيل أن أعيد القول إن المعادين للسامية هم من الجانحين، أنا ذاهب إلى إسرائيل، لأنني أعتقد أنها واحدة من أكبر الديمقراطيات وأكثرها تطورا على هذا الكوكب".
دوليات
سالفيني: سندفع بسخاء لتجنّب «احتجاجات صفراء»
12-12-2018