يتضمن الجزء الأول من «الجزيرة العربية.. الهوية، المكان، الإنسان» نقد النصوص والمخطوطات والحفريات، كذلك كتابات المستشرقين وما أنتجته البعثات الأثرية منذ بداية نشأة الإنسان العربي، مروراً بالمراحل التاريخية المختلفة، واستكشاف مدى الترابط وصلة الوصل بين أبناء المنطقة من خلال البيانات الرقمية والرسوم التوضيحية.ويتضمن الجزء الثاني التحليل السيميائي والرمزي للعادات والشعائر والطقوس العربية على مر العصور ومعاني كثير من الرموز في الحياة العربية حتى يومنا هذا، ثم يتطرق الكتاب في هذا الجزء إلى التحليل المادي للمحيط الحيوي والمكاني الذي وجد فيه الإنسان العربي ليخرج بالسمات المتميزة التي تشتهر بها ثقافة شبه جزيرة العرب.
وتشير الدكتورة ملحة عبدالله إلى أن هذا الكتاب لم يكن سوى ثمرة جهد طويل وعمل استقصائي ومنهجي عبر سنين طويلة في أرجاء دول شبه الجزيرة العربية، للوصول إلى الحقائق والمعارف.
عبقرية المكان
ربط شيخ المحققين العرب الدكتور حسين نصار (رحمه الله)، في تقديمه للكتاب بينه وبين وصف الجغرافي المصري جمال حمدان لمصر بعبقرية المكان، ما يشير إلى وجود عبقريتين، تفرضهما الحتمية البيئية، إذ إن هذه الحتمية بخصائصها وسماتها المتنوعة التي تنعكس عليناً، هي من تنتج أو تصيغ الأحياء إن صح التعبير، فالإنسان العربي بسماته هو نتيجة للبيئة التي وُجد فيها، والدكتورة ملحة لم تكتف عند هذا الحد أو كررت ما يقوم به سواها من الباحثين لتخرج إلينا بصياغة علمية في الوقت الذي يتعلق فيه الأمر بوجدانها وحبها لأرض وإرث الأجداد.ملحة عبدالله في سطور
الدكتورة ملحة عبدالله حاصلة على بكالوريوس ودكتوراه في النقد والدراما، ولها 55 نصاً مسرحياً تجسد منها 40 عرضاً مسرحياً، كذلك قدَّمت موسوعة نقد النقد ونظرية «البعد الخامس»، ولقبت بسيدة وعميدة المسرح السعودي كونها أول امرأة سعودية تدرس النقد المسرحي.بالإضافة إلى إنجازاتها الثرية والمتعددة، حصلت على كثير من الجوائز الدولية والتكريمات، من بينها جائزة أفضل نص مسرحي من الهيئة العالمية للمسرح ITI، وكرمتها الأمم المتحدة على نظريتها «البعد الخامس».