واصل الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، الاتصالات التي يجريها لمعالجة الوضع الحكومي، في ضوء الأفكار المطروحة لإنهاء الأزمة الحكومية الراهنة، التي يبدو أنها ستحل قريبا، مع تأكيده أن "العمل على حلحلة أزمة التشكيل تتظهر نتائجه في اليومين المقبلين".

وقالت مصادر سياسية متابعة لـ "الجريدة" إن "المبادرة الرئاسية الأخيرة رست على ما يبدو على تنازل مثلث الأطراف من الرئيس عون بتمثيل السنّة الستة من حصته، والرئيس المكلف سعد الحريري بقبول مبدأ تمثيلهم، والنواب الستة بتسمية شخصية يختارونها من خارجهم، الأمر الذي يرفضه هؤلاء، مؤكدين تمسكهم بتمثيلهم بنائب منهم وبالإقرار بحيثيتهم وحقهم"، مضيفة أن "رئيس مجلس النواب نبيه برّي دخل على الخط بقوة لإقناع النواب الستة بتسمية شخصية من قبلهم، وهو يحاول أن ينهي المسألة خلال الساعات المقبلة".

Ad

وأشارت المصادر إلى أن "بري طلب من حزب الله الضغط على اللقاء التشاوري للقبول بالحل الذي اقترحه رئيس الجمهورية، والذي يوافق هو عليه". إلا أن مصادر مقربة من "اللقاء" أكدت لـ "الجريدة"، أمس، أنه "في حال ضغط علينا في هذا الاتجاه فسنسمي شخصية سنية مستفزة أكثر من أعضاء اللقاء"، وأعطت مثلاً على ذلك قائد الحرس الجمهوري السابق مصطفى حمدان، الذي كان من ضمن الضباط الأربعة الذين سجنوا 4 سنوات، بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

إلا أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل شدد في "منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني" في لندن، أمس، على تمسكه "بالحصة التي نستحق وهي 11 وزيرا، وهي مجموع حصتي التيار ورئيس الجمهورية".

لكنه أكد في المقابل أن "الشراكة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ستؤدي حتما إلى ولادة الحكومة". وقال: "لسنا متمسكين بالثلث المعطل، فالحكم ليس بحاجة إلى ذلك، بل المعارضة هي من تحتاجه".

وكان عون استقبل قبل ظهر أمس في قصر بعبدا رئيس "اللقاء الديمقراطي"، النائب تيمور جنبلاط، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية والحكومية الراهنة. وثمّن النائب جنبلاط الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية في تحريك ملف تأليف الحكومة "التي باتت حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى"، مؤكدا على "العلاقة الإيجابية مع الرئيس عون، ومتطلعاً إلى تعزيزها وتطويرها".

وكما استقبل عون أمس أعضاء "اللقاء التشاوري" للنواب السنّة المستقلّين، بعدما كان افتتح اللقاءات الاثنين الماضي ببري ثم الحريري، وأمس الأول وفد "حزب الله" وضم رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل.

كما أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي بعد لقاء "الأربعاء النيابي" أمس، أن "الرئيس بري متفائل حكوميا، وأبدى كل مرونة لتسهيل ولادة الحكومة"، مضيفا "إن شاء الله ستبصر الحكومة النور قريبا". من جهته، قال النائب قاسم هاشم: "اللقاء التشاوري لن يسمّي أي شخصية لتوزيرها من خارج نواب اللقاء، وقرارنا حاسم ونهائي، ونقطة عالسطر".

في غضون ذلك، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، أمس، أن "على قوات حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تقودها إيطاليا في جنوب لبنان، بذل مزيد من الجهود لكبح جماح حزب الله".

وأضاف أن "الأنفاق تشكل عملا عدوانيا واضحا من قبل حزب الله تجاهنا وتجاه قواعد المجتمع الدولي". وتابع: "نعتقد أن على يونيفيل القيام بمهمة أقوى وأكثر حزما لكن هذه في النهاية مسؤولية المجتمع الدولي". وختم: "عليهم منع حزب الله من ارتكاب أعمال العدوان هذه ضد إسرائيل".

وتأتي تصريحات نتنياهو التي أدلى بها في مكتبه بالقدس بعد يومين من زيارة الوزير الإيطالي اليميني المتشدد حدود إسرائيل الشمالية، حيث اطلع على نفق من ثلاثة كشف عنها الجيش الإسرائيلي وتصل الأراضي الإسرائيلية من لبنان. وبعد الجولة الحدودية التي أجراها سالفيني الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، قال الوزير الإيطالي للصحافيين إن "النفق حفره إرهابيون إسلاميون"، متهما الاتحاد الأوروبي "بالتحيّز ضد إسرائيل"، التي وصفها بـ "الملاذ الآمن للقيم الأوروبية والغربية في المنطقة".