«تسقط ونص»
المادة (153) من قانون الجزاء الكويتي تنص على "من فاجأ زوجته حال تلبسها بالزنى، أو فاجأ بنته أو أمه أو أخته حال تلبسها بمواقعة رجل لها، وقتلها في الحال أو قتل من يزني بها أو يواقعها أو قتلهما معا، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات وبغرامة لا تجاوز ثلاثة آلاف دينار إو بإحدى هاتين العقوبتين".في الكويت نص قانوني صريح يتيح للقاتل أن يعاقب بمدة أقصاها 3 سنوات وغرامة أقصاها 3000 أو بإحدى هاتين العقوبتين، بل إن المادة تجيز للقاتل الذكر طبعا أن يقتل شخصين دون أن تزيد العقوبة عما ذكر أعلاه!!أنا لا أناقش فكرة المواقعة هنا بل أناقش سذاجة النص الذي برر الغضب في هذا الموقع فقدم عقوبة بسيطة مقابل إزهاق روح، بل من الممكن إزهاق روحين بالعقوبة نفسها، وهي ميزة مخصصة للرجال فقط حسب نص القانون، ولا أعلم أمانة ماذا يقول القانون إن قام الزوج وأخ الزوجة ووالدها وابنها بضبطها تواقع رجلا وقاموا جميعا بقتلها فهل ستوزع السنوات الثلاث عليهم جميعا أم لا؟
كيف يمكننا القبول بنص كريه كهذا يتيح للقاتل هذه العقوبة المخففة أمام جسامة جريمة القتل لمجرد أن زوجته أو أمه أو أخته أو ابنته ارتكبت فعلا مشينا جدا؟ ولماذا يبرر هذا الغضب فقط في حين أن الناس يمكن أن يبرروا كل تصرفاتهم من جراء نوبة غضب يرونها مبررة وعادلة من زاويتهم؟! ولماذا استرخاص الأنفس البشرية بهذه الطريقة وتحديدا الأنفس النسائية وبقانون صريح؟!علما أن القانون لا يتيح للمرأة أن تقوم بالفعل نفسه مقابل العقوبة نفسها المتاحة للرجل في حال ضبطها لزوجها أو شقيقها أو ابنها أو والدها لمجرد أنهم ذكور!! وكأن القانون ينص صراحة على أن الغضب المبرر في هذه الحالات مسموح للرجال فقط، ويتيح لهم القتل إن أرادوا، أما المرأة فعليها أن تضبط أعصابها إن رأت أحد أقربائها السالف ذكرهم يواقع امرأة!وهو ما يعني ضمنيا أن المرأة تتحكم في تصرفاتها وانفعالاتها أكثر من الرجل، لذلك غير مبرر لها القتل في حال ضبطت أقرباءها يواقعون النساء!!كما أن المرأة إن غضبت في حال ضبطت أقرباءها بحالة مواقعة فإن بإمكانها أن تبلغ أي رجل قريب من المرأة التي تواقع أقرباءها ليقوم بالقتل المزدوج ولا يعاقب بعقوبة جسيمة!!هذا النص كريه وغير منطقي وغير مقبول بأن يكون في دولة كالكويت ويجب أن يسقط فوراً.