أكد رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، أن تسليط الضوء على قضايا مختلفة ومتعددة لا يمكن أن ينسى الأمة العربية قضيتها الأولى، وهي القضية الفلسطينية، ولن نسمح لليأس أن يدخل قلوبنا، أو نسمح لأنفسنا بأن نستسلم للواقع المر والسيئ الذي نعترف به، لأننا ندافع عن حق نعرف أنه سيتحقق، سواء في جيلنا أو في المستقبل».وقال الغانم، في افتتاح الاجتماع الرابع لمجلس أمناء صندوق ووقفية القدس، أمس الأول: «إن ما يقوم به أعضاء مجلس الأمناء يمنع ويفشل العدو من تحقيق هدفه الاستراتيجي، وهو طمس الهوية العربية الفلسطينية، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين»، مؤكدا أننا «لسنا ضد أي دين من الأديان أو أي رسالة سماوية، بل ندفع إلى التعايش بسلام مع كل الديانات، لكننا ضد كيان عنصري يريد أن يسلب الهوية يغتصب ويحتل أرضا، فالقضية الفلسطينية ليست شرعية أو قومية، بل هي إنسانية في المقام الأول».
النصر الموعود
وأضاف: «أثق بأن بذل الأسباب والاستمرار بعدم اليأس، سيؤدي الى النصر القريب الموعود، كما أثق بأن المساجد في القدس ستصدح بالأذان وأجراس الكنائس ستسمع في كل مكان»، لافتا إلى أن «هناك من يعتقد واهما إذا كان الميزان العسكري في هذا الوقت يميل إلى الكيان الصهيوني فسنفقد هويتنا وننسى قضيتنا، لكنني أؤكد اننا سنعيش ونحيا وهذه القضية في وجداننا نموت ونحيا عليها».وأردف: «أعلنت في السابق وهناك من ظن أن هذا جنون، لقد وضعت هدف طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي، وهذا يحتاج إلى تنسيق وجمع كل الشرفاء في العالم، لأنه ليس مقتصرا على المسلمين فقط، وأنا واثق بأننا سننجح في هدفنا، لتكون أكبر ضربة سياسية للكيان الصهيوني بطرده من ثاني أكبر مؤسسة دولية بعد الأمم المتحدة».دعم كبير
من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس الأمير تركي الفيصل، إن «سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قدم للقدس الكثير والكثير، ونشكر سموه على رعاية هذا المحفل».واستعرض الفيصل عدة خطابات لملوك السعودية بشأن هذه القضية، مبينا أن «الملك عبدالعزيز آل سعود، قال للرئيس الأميركي عام 1945 إن مساعدة الإسرائيليين في فلسطين لا تعني خطرا يهدد فلسطين وحدها، بل يهدد سائر البلاد العربية»، موضحا أن «الملك عبدالعزيز شدد آنذاك على أن أعمال الصهيونيين في فلسطين وفي خارجها صادرة عن برنامج متفق عليه من الصهيونية، وأن تكوين دولة يهودية في فلسطين سيكون ضربة قاضية للكيان العربي، ومهددا للسلم باستمرار».وتابع: «ولم ننس ما قدمه الراحل الملك فهد والراحل الملك عبدالله من مبادرات لإحلال السلم في أرض السلم ومدينة السلام، ولنا أن ننظر فيما تقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاحه للقمة العربية في الظهران بالسعودية عام 2018، إذ بدأ خادم الحرمين كلمته في الافتتاح بقوله: «هذه القمة هي قمة القدس، والقضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس، فإننا نشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية».قرارات دولية
وأشار الفيصل إلى أن «البيان الختامي لقمة مجلس التعاون التي أنهت أعمالها منذ أيام، أكد أن القدس هي العاصمة التاريخية لفلسطين، وفقا للقرارات الدولية، وأي إجراء تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو أمر باطل ولا يؤدي إلا إلى إشعال التوتر في المنطقة وإضعاف فرص التوصل إلى حل شامل ودائم يبنى على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، مؤكدا أن «المسيحيين ساهموا وقدموا في فدائهم لتحرير القدس وفلسطين مثل ما قدمه المسلمون، فكلنا في هذا السبيل نسعى إلى ذلك اليوم الذي نرى فيه القدس عاصمة لدولة فلسطين الحرة والمستقلة».عدوان مستمر
بدوره، قال ممثل الرئيس الفلسطيني د. محمد أشتية، إننا «في فلسطين نقول عندما تجف الصحراء فإنه سيظل في الكويت ماء، وعندما تعتم السماء فإنه يظل في السعودية ضوء، والكويت مضوية بأهلها وبلاد العرب بشعوبها».وبيّن أن «العدوان على مدينة القدس مستمر، وهناك 6711 سجينا في السجون الاسرائيلية جميعهم من الشباب و133 طفلا في مدينة القدس يخضعون للإقامة الجبرية، وممنوعون من الذهاب للمدرسة، ومحافظ القدس ممنوع من أن يصل إلى رام الله، والشعب ممنوع من الوصول إلى القدس».القدس تتألم
من جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري، ان «رسالتنا هي رسالة القدس للأمة العربية والإسلامية نطلقها من قلب الكويت النابض لجميع أحرار العالم، مفادها أن القدس تتألم وتنزف يوميا ويهود شعبها وهويتها ويدنس مسجدها».وأكد أن «المرحلة المقبلة تحتاج الى كثير من الدعم المعنوي والمادي، خاصة ان الاحتلال يجبرنا الآن على إعادة حساباتنا أمام المليارات التي تدفع من أجل تهويد القدس التي أعلنوا يهودية دولتهم في عام 2017»، لافتا إلى «أنهم بدأوا الآن لبناء دولة إسرائيل العظمي، من خلال ترحيل مسيحيي فلسطين لتصبح نسبتهم 1 في المئة بعدما كانوا 29 في المئة من أهل فلسطين».تجاوزات واعتداءات
طالب خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري «بتثبيت البوصلة نحو القدس، فالقدس تطالبكم لإنقاذ المؤسسات المقدسية في مختلف المجالات»، موضحا أن «مدينة القدس تطالب الحكومات العربية والإسلامية بالحراك السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، وذلك للجم الاحتلال وردعه عن التجاوزات والاعتداءات».من ناحيته، قال رئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان، إن «القدس هي جوهر القضية الفلسطينية والعربية، ولا يمكن أن تحل إلا بحل عادل للقدس، لأنها عاصمة خالدة للمسلمين والمسيحيين».