وثيقة لها تاريخ : الشيخ مبارك: بن رشيد وبن عذبي يجمعون الرجال ويهجمون على طوارفنا وعشائرنا في الصبية
نشرنا في المقال الماضي وثيقة كتبها القنصل البريطاني بالخليج في مايو 1913، وفيها نقل شكوى من العثمانيين مفادها أن مجموعة من العشائر، التابعة للشيخ مبارك، هجمت على مجموعة من عشيرة بني طوالة، قرب مدينة الزبير، ومعها أحد أقرباء الشيخ مبارك واسمه مبارك بن عذبي، وطلب الوكيل السياسي البريطاني من الشيخ مبارك أن يوضح موقفه من الحادثة المذكورة.واليوم ننشر رد الشيخ مبارك الصباح على الرسالة، وموقفه من الهجوم على بني طوالة، الذين ينتمون الى قبيلة شمّر، بدأ الشيخ مبارك رسالته الجوابية بالتحية والسلام فقال:"بسم الله تعالى
من مبارك الصباح حاكم الكويت إلى حضرة ذو الشوكة والاجلال كرنل كنبال باليوز وقونسل الدولة البهية الانكليز في خليج فارس دام بقاه، غب افتقاد شريف خاطركم..."، وبعدها أشار الشيخ مبارك إلى الرسالة التي اشتكى فيها العثمانيون من الهجوم الذي أشرنا إليه سلفاً فقال: "بالهنا وقت اخذت امركم العالي المؤرخ 10 جمادي الثاني 1321 آمرتم عن كتاب الواصل الى حظرتكم من جناب قونسل الدولة البهية الانكليز المقيم في البصرة يذكر ان الدولة العثمانية اظهرت الشكاية عند جناب السفير المعظم المقيم في استانبول عن (مجموعة) من طائفة بني طوالة من عشائر شمر وعن مبارك ابن عذبي وامر حظرتكم العالية ان نبين تفصيل ذلك".وبعد هذه المقدمة التوضيحية والضرورية، بدأ الشيخ مبارك يشرح موقفه ويوضح حيثيات الأحداث بينه وبين حاكم حائل آنذاك عبدالعزيز بن رشيد ومن تبعه من عشائر. يقول الشيخ مبارك: "فاما مبارك ابن عذبي كانت اقامته في بلد الزبير وكم وقت صار يجمع له رجال وكم مرة يهجم على طوارفنا الذي في الصبية وعلى عشائرنا وينطرد".وهنا لم يشر الشيخ مبارك إلى صلة القرابة بينه وبين مبارك بن عذبي، متعمدا لأسباب قد تكون معنوية أو سياسية، بينما في الواقع مبارك المذكور هو مبارك بن عذبي بن مبارك بن صباح الأول، وله من الذرية علي، ومحمد (ليس له ذرية)، ولعلي من الأولاد عذبي، وعبدالله (ليس له ذرية)، ولعبدالله ثلاث إناث وليس له ذكور، وبذلك تكون ذرية مبارك بن عذبي قد انقطعت. ومن المعروف أن مبارك بن عذبي اتخذ موقفاً معارضاً للشيخ مبارك الصباح بعد توليه للحكم عام 1896، وشارك في الجهود التي تزعمها الشيخ يوسف الإبراهيم على مدى سنوات عديدة دون جدوى، للإطاحة بحكم الشيخ مبارك الصباح.ويستمر الشيخ مبارك في شرح ظروف النزاع مع بن رشيد ومبارك بن عذبي، فيقول: "واما عبدالعزيز ابن رشيد بنفسه ومعيته طائفة بني طوالة عام الماضي يوم 20 رمضان 1320هـ هجمو على فرقة من عشائرنا الذي هيا مسافتا عن بلدنا الكويت اربع ساعات وعن قصر الجهراء مسافتا ساعتين وانطردو مذلولين وبعد هذا مبارك العذبي ايضا معه بن طوالة اللي هو قرائب ابن رشيد دفعتين المذكورين يهجمو على عشائرنا وينطردون وكلما كان من المذكورين من التجاسر عرضناه لصوبكم العالي تحريرات بوقته".وهكذا أوضح الشيخ مبارك أن بن رشيد ومعه آل طوالة ومبارك بن عذبي سبق أن هجموا على عشائر تابعة للشيخ مبارك، وأنه كتب خطياً إلى الإنكليز حول ذلك في وقتها. نتوقف عند هذا الحد ونكمل القراءة في وثيقتنا في المقال المقبل إن شاء الله تعالى.