حضَّ المتحدث الرسمي للحكومة الفرنسية، بنيامين غريفو، حركة "السترات الصفراء" على عدم المضي في التظاهرات الاحتجاجية على الوضع الاقتصادي المقررة غداً، والتي ستجري للسبت الخامس، ويطلق عليها الإعلام الفرنسي اسم "الفصل 5"، بسبب عملية ستراسبورغ الإرهابية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السُّلطات لم تتخذ بعد قراراً بحظر التظاهرات.

وقال غريفو: "الغضب تم التعبير عنه. في الوقت الحالي نحن نقول إنه من غير الحكمة تنظيم التظاهرات الآن. لقد أنهكت قوى المحافظة على القانون والنظام إلى حد كبير بالأسابيع الأخيرة، لاسيما في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وكذلك بالنظر للأحداث الأخيرة والهجوم الإرهابي الذي استهدف سوقا لعيد الميلاد في ستراسبورغ، لذلك نطلب أن يكونوا متعقلين يوم السبت، وألا يتظاهروا".

Ad

وتابع الناطق باسم الحكومة: "قررنا عدم حظر التظاهرات السبت، وفرض حظر لن يكون قرارا حكيما، لأنه لن يثني الأشخاص عن النهب والشغب، وسيكون من الأفضل أن يعتني الأشخاص بعملهم في الفترة التي تسبق نهاية العام".

وذهب مسؤولون آخرون وشخصيات مهمة في الحكومة إلى حد المطالبة بوقف التحرك. وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إنه "يعتقد فعلا أن الحركة يجب أن تتوقف الآن، للانتقال إلى بناء نموذج فرنسي جديد".

أما وزير الانتقال البيئي فرنسوا دو روجي، فقد عبَّر عن أمله في وقف التظاهرات. وقال: "حان الوقت لوقف هذه التظاهرات، والتجمعات اليومية عند المستديرات، خصوصا السبت في باريس والمدن الأخرى في فرنسا. هناك جانب من المسؤولية" بعد خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون واعتداء ستراسبورغ.

من ناحية أخرى، تواصلت، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، عملية مطاردة الفرنسي من أصول مغربية، شريف شيكات (29 عاما) منفذ الهجوم الدامي على سوق عيد الميلاد التقليدي في ستراسبورغ شمال شرق فرنسا.

ودعت الشرطة كل مَن لديه معلومات إلى إبلاغها عن شيكات، صاحب السوابق المعروف لدى السُّلطات، الذي قتل ثلاثة أشخاص بإطلاق نار، بعد أن هتف "الله أكبر".

وبقي سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ، الذي يجتذب سنويا مليوني سائح، مغلقاً أمس لليوم الثاني.

وشيكات من مواليد ستراسبورغ في فبراير 1989، ومدرج على لوائح جهاز أمن دولة، بسبب تطرفه الإسلامي. وهو صاحب سوابق كثيرة جدا، وفي سجله 67 سابقة قضائية، منها 27 إدانة في فرنسا وألمانيا وسويسرا في قضايا حق عام، لكنه تطرف داخل السجن.

وفي ملابسات لا تزال غامضة، تمكن شيكات من الصعود إلى سيارة أجرة توجه بها إلى حي قريب، حيث وقع تبادل آخر لإطلاق النار مع الشرطة قبل أن يفر الجاني.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية، أمس، أن شيكات صعد إلى سيارة أجرة عقب إطلاق النار على المارة في الشارع، وطلب من السائق تحت تهديد السلاح التوجه إلى منطقة نيودورف جنوب شرقي فرنسا.

وأشارت إلى أن شيكات قال للسائق إنه قتل للتو 10 أشخاص، مضيفة أن المهاجم أجبر السائق على التحرك بسرعة مشهرا مسدسا في وجهه، قبل أن يترجل مجددا ويطلق النار على أحد أفراد الشرطة.