شكل «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» في دورته الأولى(10-3 ديسمبر)، الذي نظمته وزارة الثقافة في لبنان بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، تظاهرة فنية أعادت إلى خشبة المسرح اللبناني ألقها بعد الركود الذي أصابها في السنوات الأخيرة بفعل الأزمات المتراكمة.
وربط المهرجان الماضي بالحاضر من خلال تكريم رواد كبار قامت على أكتافهم الحركة المسرحية الحديثة في لبنان، على رأسهم الفنان أنطوان كرباج، كذلك عرض نتاج مسرحيين شباب آلوا على أنفسهم إبقاء المشعل الذي أضاءه هؤلاء الكبار متأججاً للحفاظ على هذا الفن الذي كان في أساس النهضة الثقافية في لبنان منذ النصف الأول من القرن العشرين وشهد أوج ازدهاره في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، واستمر خلال سنوات الحرب رغم غلبة أصوات المدافع وانقسام البلد. ولكنه تراجع في السنوات الأخيرة بفعل الضغوط الاقتصادية، مع العلم أن مسارح بيروت تشهد حركة مسرحية نشطة، إنما تبقى دون الآمال والطموحات.
حدث ثقافي
حضر حفلة اختتام «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» المدير العام للشؤون الثقافية، رئيس اللجنة العليا للمهرجان الدكتور علي الصمد، ممثلاً وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور غطاس الخوري، وعضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح وعضو الهيئة العليا للمهرجان الممثل فايق حميصي، واللجنة التنفيذية، ولجنتا اختيار العروض والتحكيم. نوه فايق حميصي في كلمته في المناسبة بأهمية تنظيم مثل هذا المهرجان الأول للمسرح اللبناني، آملاً بأن تتوالى الفعاليات المسرحية عاماً بعد عام، وشاكراً كل من تعاون في هذا الحدث الثقافي المميز.بدوره لفت عضو لجنة التحكيم الأديب عبده وازن إلى أن الجمهور الذي غصت به القاعة طوال الليالي الثماني كان الجائزة الأولى التي يحصدها المهرجان ويعلقها على صدره، قبل أن يمنح جوائزه إلى الفنانين الذي أحيوا هذه الليالي بإبداعهم وجهودهم، ويستحقون المكافأة. أضاف: «أجمل ما اتسم به مهرجان لبنان الوطني للمسرح نجاحه في لم شمل المسرح في لبنان ولم شمل أهله، لا سيما الشباب منهم الذين نراهن على دورهم لبقاء المسرح اللبناني، وقد استحال فسحة نقاش وتحاور بين المسرحيين أنفسهم أولًا ثم بينهم وبين جمهورهم».تابع: «إنهم مخرجون وممثلون ومؤلفون، يقدمون في اختلافهم وتنوعهم وحتى في تناقضهم صورة شاملة عما آلت إليه الحركة المسرحية في لبنان».الحلم مستمر
في كلمته في الاحتفال، قال ممثل وزير الثقافة الدكتور علي الصمد: «اليوم نطوي الصفحة الأولى للحلم، هذا الحلم الذي راودناً كثيراً لنرى مهرجاناً للمسرح في لبنان، هذا الحلم بدأ التحضير له فترة ستة أشهر بتعاون لجان ومعنيين لهم خبرتهم شاركوا لإنتاح فعاليات ذات مستوى رفيع».وجه بعد ذلك تحية إلى «الأشخاص الذين عملوا ليلاً نهاراً من دون كلل، والجمهور الذي واكبنا يومياً، وكل الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للمشاركة في هذا المهرجان (14 طلباً)»، موضحاً أن الاختيار كان بشفافية مطلقة.كذلك توجه بتحية خاصة إلى صاحب المهرجان الأول الشيخ سلطان بن محمد القاسمي «الذي دعم المهرجان وبنجاحه يليق به أن يعرف بـ«دورة أنطوان كرباج» حامل اسم الدورة الأولى». ختم الصمد كلمته مؤكداً أن الحلم مستمر في السنوات المقبلة، ومتمنياً على رواد المسرح ألا يهجروه.جوائز وتنويه
تلت عريفة المهرجان الإعلامية الفنانة بياريت القطريب أسماء الفائزين في «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» وجاءت النتائج على الشكل التالي:- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل تأليف: الكاتبة أرزة خضر، مسرحية «البيت».- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل إخراج: المخرجة لينا خوري، مسرحية «حكي رجال».- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل سينوغرافيا: الفنانة ماريز عبد المسيح، مسرحية «شخطة شخطين».- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثل: الفنان غبريال يمين، مسرحية «حكي رجال».- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثلة: الفنانة يارا أبو حيدر، مسرحية «البيت».- جائزة الهيئة العربية للمسرح للمؤثرات الصوتية والديكور: الفنانة بيتي توتل.- جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل مسرحي: مسرحية «الوهم» للمخرج كارلوس شاهين. ثم تسلَّم الصمد جائزة وزارة الثقافة، وكان تنويه بنص أنطوان الأشقر في مسرحية «البحر أيضاً يموت» وبالممثلة جيسي خليل في مسرحية «البيت».