نادية الجندي... كتاب خاص بمناسبة تكريمها في «القومي للسينما»
بمناسبة تكريمها في الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للمسرح، أصدر صندوق التنمية الثقافية كتاباً بعنوان «نادية الجندي.. نجمة الجماهير» للكاتب الصحافي مدحت حسن، يتطرَّق إلى مشوار الفنانة المصرية الطويل. ويتوقف الكتاب عند محطات مهمة في مسيرتها الفنية بين السينما والدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى تعليقات متفرقة على أعمالها الفنية، كذلك يتناول جزءاً من ملامح شخصيتها بعيداً عن الكاميراً.
يقول المؤلف مدحت حسن في بداية كتابه نادية الجندي.. نجمة الجماهير» إن الفنانة المصرية بعيداً عن لقبها المثير للجدل، «نجمة الجماهير»، فإنه لا يمكن لأي مدقق أو باحث في تاريخ السينما المصرية أن يتجاهل أو يتغافل عن رحلتها في السينما العربية إذ تشكِّل حالة خاصة في مسيرة الفن السابع، خصوصاً أن في غالبية فترات ازدهار السينما المصرية كان رهان شباك التذاكر على النجوم الرجال، ولم يكسر هذه القاعدة إلا عدد محدود من الفنانات وفي أعمال قليلة، بينما جاءت نادية الجندي لتكون أحد أهم الاستثناءات من هذه القاعدة بعدد أفلامها وقيمة الإيرادات التي حققتها والفترة الطويلة التي استمرت فيها على القمة.عندما تجلس الجندي مع من تثق فيهم من أصدقائها ومحبيها وتفتح قلبها وتبدأ في الحديث، يشعر أي مقرب منها بأنها تعيش حالة من الرضا عن مشوارها الفني الطويل، كما جاء في الكتاب. وهي تدين بالفضل في كل ما وصلت إليه إلى الله ورعايته، فدائماً ما تقول إنها طالما امتلكت حدساً وثقة بأن الله يقف بجوارها ويرعاها ولن يخذلها، وإنه يختار لها الأفضل، فهي كثيراً ما أقدمت على أعمال لم يتوقع أحد نجاحها ولكنها وجدت نفسها مدفوعة بقوة داخلية لقبولها فحققت نجاحات كبيرة، والعكس تماماً، إذ رفضت مشروعات ولم يكتب لها النجاح.يرصد المؤلف المرة الأولى التي سبق فيها لقب «نجمة الجماهير» اسم نادية الجندي على ملصق أحد الأفلام، وكان «المدبح» بعد 11 سنة قدمت فيها مجموعة كبيرة من الأعمال. وخلال العام نفسه، شاركت في فيلمين آخرين هما «شهد الملكة» و«صاحب الإدارة بواب العمارة» وحققا النجاح. واختارت في العامين التاليين «الضائعة» و«عزبة الصفيح» بعدما تعرضت لهجوم وصفته بالممنهج إذ تركز على أنها تستخدم جمالها اللافت وأنوثتها لتقدم شخصية السيدة التي يتهافت عليها الرجال، بينما جاءت إطلالتها في هذين العملين بعيداً عن صورة المرأة الجميلة لتؤكد أن نجاحها بموهبتها وليس بجمالها.
«أم العروسة»
كان أول وقوف على المسرح في حياة نادية الجندي عندما اختارتها إدارة المدرسة لشخصية شهرزاد في مسرحية سنوية تُقدم في ختام العام ويحضرها مسؤولون من وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى أهالي التلامذة. بذلت التلميذة مجهوداً كبيراً في التوفيق بين المدرسة وتمرينات المسرحية لتحقق الشخصية النجاح وتعلن ميلاد نجمة جديدة في الإسكندرية وبدء رحلة فنية بمعارك مبكرة، خصوصاً مع رفض والد الجندي عملها في الفن.لم تندم نادية الجندي على عدم تقديم أعمال مسرحية في حياتها، فهي لم تشارك سوى في تجربة مسرحية وحيدة، وكانت خلال الستينيات. آنذاك، استثمر صانعو فيلم «أم العروسة» النجاح الذي حققه وقدموا مسرحية بالاسم نفسه أدى بطولتها كل من تحية كاريوكا وعماد حمدي، وشاركت الجندي بدور العروسة ابنة حمدي، بينما هي في الحقيقة زوجته. لاحقاً، لم تتحمَّس لتكرار التجربة رغم العروض التي تلقتها، ومن بينها بطولة مسرحية «كارمن» للمخرج الكبير حسين كمال والمنتج الشهير سمير خفاجي، وتعثر المشروع ولم يخرج إلى النور. كذلك لم تقدم أي تجارب إذاعية في مشوارها.أموالها
لم تدخر نادية الجندي كثيراً من المال عبر مشوارها الفني، ولم تنشغل بفكرة جمعه رغم أنها كانت تملك الفرصة لتكون شريكة في عوائد غالبية الأفلام التي حققت ايرادات قياسية في تاريخ السينما المصرية. ويبدو أن ذلك كان أحد الأخطاء التي ارتكبتها في حق نفسها، فخلال النصف الثاني من فترة الستينات ومع تراجع الإنتاج السينمائي بسبب الظروف السياسية، افتتحت بيت أزياء يحمل اسم «بيلا نادية» لتوفير دخل مادي ملائم لها، وفعلاً حقَّق لها مشروعها التجاري أكثر مما توقعت من عوائد كانت الأساس الذي استندت إليه في إنتاج أول أفلامها «بمبة كشر». وبعد نجاح الفيلم وتحقيق عوائد ضخمة أغلقت نادية بيت الأزياء وقالت إنها لم تعد في حاجة إلى المال، إنما في حاجة إلى الفن.وعندما بدأ محمد مختار الإنتاج لها وأسس شركة تحمل اسمه لم تفكر نادية في الدخول بشراكة معه أو حتى الحصول على نسبة من الإيرادات، واكتفت بأجرها وكانت تنفق الكثير منه على شراء الملابس المناسبة لكل شخصية، إذ كان يشغلها تحقيق حلمها بأن تقدم ما تراه مناسباً من أعمال فنية كبيرة تبقى في ذهن الجمهور.امتنان وأحلام
تشعر نادية الجندي بالامتنان الشديد لوالدتها التي أدّت دوراً في دعمها معنوياً في بداية مسيرتها، ومساندتها بقرار العمل في مجال الفن، خصوصاً مع رفض والدها الشديد هذا الأمر.كذلك تشعر بالسعادة والود تجاه من شاركوها رحلتها الفنية، بينما تعتبر أنها عاشت أصعب اللحظات خلال «النكسة»، إذ كانت وقتها في لبنان مع زوجها عماد حمدي وعدد من الفنانين للارتباط بأعمال فنية، وحاولت العودة ولكن تأخرت أياماً بسبب إغلاق المطارات.رغم المسيرة الفنية الكبيرة فإن نادية الجندي تؤكد امتلاكها الكثير من الأحلام والمشروعات التي تحلم بأن ترى النور، وتقول إن الفنان مهما حقق من نجاحات، ومهما وصل إلى أعلى الإيرادات يجب أن يستمر في الحلم.
أكّدت من خلال «الضائعة» و«عزبة الصفيح» أنها نجحت بموهبتها لا بجمالها