حسن الاعتذار
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
ما أحلى الاعتذار بعد الزعل فإنه يغسل القلوب، ويجعلها صافية نقية من كل ما يكدرها ويحزنها ويتعبها، ويدخل البهجة والسرور إلى النفوس، فقديما قالوا في الأمثال: "الاعتراف بالخطـأ فضيلة". والتمادي في الخطأ خزي وندامة وشقاء وعدم راحة بال، ومن منا لا يخطئ في حياته، فكلنا بشر والبشر ليسوا معصومين من الخطأ كالرسل عليهم الصلاة والسلام، يقول حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون". العجيب في الموضوع أن بعض البشر قاسية قلوبهم، يخطئون بحق غيرهم لكنهم لا يعتذرون أو يعترفون بخطئهم، وهؤلاء صنف من البشر تأخذهم العزة بالإثم ولا يشعرون بألم الآخرين.ديننا الإسلامي حدد لنا فترة محددة للخصام بين المسلمين، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".يبين رسولنا الكريم في هذا الحديث الشريف أنه لا يحل الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاثة أيام، واعتبر ذلك محرما،فعجباً لمن يهجر أخاه المسلم أكثر من ثلاثة أيام، فتراه يهجره أسبوعا وشهورا وسنين فتأخذه العزة بالإثم ولا يفكر بالصلح مهما تكن الأسباب.فإلى هذه النوعية من البشر أقول: قبل أن تغسلوا أجسامكم بالماء والصابون، وتضعوا العطور الزاكية والبخور، اغسلوا قلوبكم أولاً ولو مرة واحدة في حياتكم، اغسلوها بالاستغفار والأذكار، وقراءة القرآن والصلاة والصدقة والزكاة.يقول عزل وجل في كتابه الكريم: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".