يقول أحد الصحافيين الإنكليز: "إنني أكتب لأنه يوجد هناك حقيقة أرغب في لفت النظر إليها".أقول ذلك وأنا أطالع هذا "المشهد الاستثنائي" لحضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، حين توجه مبتسماً باطمئنان ليتفقد علم دولة قطر الشقيقة في القمة الخليجية الـ39 التي عقدت في الرياض الأحد الماضي، حين كان الزعماء يستعدون لالتقاط الصور التذكارية.
إن قراءة هذا المشهد تؤكد أنه ليس ضروريا أن تكون الحركات العفوية نابعة من الغريزة والحدس والشعور بالخطر فحسب، بل إن كثيراً منها يأتي من منطلق الغايات الثابتة والنوايا الحسنة، والذكاء في التعامل مع القضايا المصيرية.وربما كذلك ما يلفت النظر في القمة هذه تأكيد سموه موقفه الرافض لعمليات التحشيد الإعلامي التي تجري بين أطراف الأزمة، حيث بدا لافتاً تشديده الصريح ودون مواربة على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف ووقف الحملات الإعلامية التحريضية، محذرا من تداعياتها وما تحمله من مخاطر على الجميع. وليسمح لي القارئ الكريم بالعودة معه ليوم الرابع والعشرين من أكتوبر 2017 خلال افتتاح دورة الانعقاد لمجلس الأمة، والذي أعقب زيارة قام بها سموه إلى المملكة العربية السعودية، حيث صرح أيضا وبشكل مباشر دون إيحاء من تخوفه من "انهيار البيت الخليجي". وربما أزعم أن من سيؤرخ لهذه القمة الخليجية الــ39 أو الأزمة الحالية بعد انتهائها- إن شاء الله- سيقف كثيراً أمام هذا المشهد التاريخي الاستثنائي الدلالة، الذي عبَّر بجلاء وقوة على إصرار سموه للمضي قدماً فيما بدأه من جهود الوساطة وإرساء الأمن والاستقرار والسلام بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.فوالله إننا نشهد أنك تؤدي رسالتك وتقدم كل ما هو مطلوب منك لوطنك وشعبك وأمتك من جهد، قدر ما تستطيع، وأختم بمقولة مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية حين قالت: "قد تضطر إلى خوض معركةٍ مـا أكثر من مرة لكي تنتصـر".
مقالات - اضافات
«النوخـذة والـعَـلَـم»... مشـهد استثنائي
14-12-2018