أمير الشناوي: مصر غنية بمادة فيلمية للسينما التسجيلية
• رأى أن عرض «الكيلو 64» بمهرجان القاهرة السينمائي لم يظلمه
قدم المخرج أمير الشناوي تجربته السينمائية الأولى في الفيلم التسجيلي «الكيلو 64» حيث وثَّق محاولة شقيقه وائل استصلاح قطعة أرض وإخفاقه والعقبات التي واجهته.
في دردشته مع «الجريدة» يتحدث أمير عن الفيلم والصعوبات التي واجهته، وعرضه أخيراً في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. إلى نص الحوار.
في دردشته مع «الجريدة» يتحدث أمير عن الفيلم والصعوبات التي واجهته، وعرضه أخيراً في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. إلى نص الحوار.
لماذا قررت توثيق رحلة شقيقك وائل في «الكيلو 64»؟منذ انطلاق المشروع لمست حماسة شديدة لدى شقيقي وائل، مرتبطة برغبته في أن يحقق حلمه ويخرج بنتيجة إيجابية. من ثم، كانت الطموحات التي تحدث عنها دافعي الأول لتقديم العمل وتصويره. ناقشته في الأمر فوافق، وبدأنا العمل على الفيلم في 2013.
لكن المشروع ارتبط أيضاً في البداية بوجود صديقين معه، فهل وافقا على التصوير وتسجيل الرحلة؟في الحقيقة، لم أستأذنهما لأن البطل الرئيس بالنسبة إلي كان شقيقي، بالإضافة إلى أنهما خلال السنة الأولى للمشروع كان وجودهما في التحضيرات محدوداً، ذلك أن شقيقي يكبرهما بسنة في الكلية. وعند انطلاق المشروع كانا يمضيان فترة التجنيد في القوات المسلحة، وبعد ذلك استكمل وائل المشروع بمفرده. من ثم، استمر هو بطلاً للفيلم لتسجيل رحلته.تحدثت بحماسة عن التجربة وتوثيقها ولكن نتيجتها في النهاية لم تكن كما توقعت.بالتأكيد لم تكن كما توقعنا. عندما بدأ وائل المشروع ورحنا نوثّقه كنا نحلم بأن تكون هذه الصحراء مكاناً آخر مختلفاً بعد سنتين أو ثلاث أو حتى 10 سنوات. ولكن العائلة انقسمت في الآراء، فأنا وشقيقي كريم شجعنا على التجربة بينما والدي فضل أن نخوضها لنتعلم منها، فيما عارضت والدتي الأمر بحكم إحساسها كأم ورغبتها في أن يعمل نجلها بالتخصص الذي درسه، خصوصاً أن العائلة مرّت بتجربة مشابهة سابقاً وأخفقت.
صعوبات
ما هي الصعوبات التي واجهتك في التصوير؟ارتبطت الصعوبات بأكثر من عامل، بداية من كوننا نقدم فيلماً تسجيلياً، من ثم ليس لدينا فريق إنتاج مسؤول عن إنهاء تصاريح التصوير في الشارع وغيرها من تفاصيل فنية يمكن أن تسهل العمل وتجيب عن الاستفسارات الكثيرة التي كنا نتلقاها من المواطنين، إذ اضطررنا إلى شرح الفيلم وفكرته لهم كونهم يلتفون حولنا بمجرد رؤية الكاميرا. واجهتنا صعوبة أخرى مرتبطة بالتصوير في الصحراء والمناخ الصعب، فالحرارة في الصيف تتجاوز 40 درجة مئوية وتقنية الزراعة المعتمدة ترفع الحرارة داخل الصوبات إلى أكثر من 50 مئوية، بالتالي ترتفع حرارة الكاميرات فنضطر إلى إيقاف التصوير مرات عدة. مجدداً. أما في الشتاء فالطقس شديد البرودة.ماذا عن الصعوبات الإنتاجية؟واجهنا مشكلة في المراحل المتقدمة بعد الانتهاء من التصوير والمونتاج اللذين توليناهما بأقل تكلفة، ولكن في النهاية ثمة أمور آخرى بحاجة إلى محترفين للانتهاء منها في مرحلة ما بعد الإنتاج كتصحيح الألوان والغرافيك وغيرها. لذا قدمنا فعلاً في ملتقى القاهرة السينمائي عام 2016 وحصلنا على جائزة ودعم للمشروع استفدنا منهما كي يخرج الفيلم إلى النور.مسابقة
لماذا تأخر خروج الفيلم إلى النور؟انشغلت نحو عام ونصف العام بالماجستير في الأفلام التسجيلية في لندن، وكان من الصعب التوفيق بينها وبين الفيلم. لذا أجلت الانتهاء منه إلى حين إنهاء الدراسة، بالإضافة إلى أنني أضفت بعد التصوير الخط الدرامي المرتبط بالتجربة السابقة للأسرة، والحقيقة أن هذا الأمر أفادني في تقديم العمل بشكل أفضل وفي كل مرة كنت أتوقف وأعود إلى الفيلم كنت أبحث في ما ينقصه لأضيفه.هل ترى أن عرض الفيلم للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق عربية» في مهرجان القاهرة ظلمه، خصوصاً لاختلافه عن أنواع الأفلام المعروضة فيها؟غالبية المهرجانات التي تحمل الصفة الدولية لا تفرق بين الروائي والتسجيلي، وهو تساؤل لا بد من توجيهه بشكل أكبر إلى القيمين على المهرجان. لكن في النهاية أشعر بالسعادة لعرض الفيلم في «القاهرة الدولي» ولردود الفعل التي لمستها من الجمهور عند مشاهدته.«متلازمة القاهرة»
حول مشاريعه المقبلة يقول أمير الشناوي: «لدي مشروع سينمائي مع شقيقي كريم نتولى إخراجه سوياً، وهو فيلم تسجيلي بعنوان «متلازمة القاهرة» سيخرج إلى النور في العام المقبل، بالإضافة إلى التقدّم بفيلمي في عدد من المهرجانات السينمائية خلال الفترة المقبلة».ويكشف أنه يفضل راهناً التركيز في الأفلام التسجيلية والعمل عليها، ويذكر: «في رأيي مصر جذابة لتقديم هذا النوع من السينما لأنها غنية بالمادة الفيلمية المناسبة لها، وعندما أشعر بأن الوقت مناسب لصناعة فيلم روائي لن أتردد في هذه الخطوة».
يطلق السنة المقبلة الفيلم التسجيلي «متلازمة القاهرة»