هجين في قبضة واشنطن وحلفائها... وأنقرة تهدد باجتياح منبج
• الأسد مصمم على طرد الغزاة ويعفو عن 16 ألف عسكري
• لجنة الدستور «جاهزة» وتمديد آلية المساعدات
في خطوة كبيرة لإنهاء وجود تنظيم «داعش» في شرق سورية، انتزعت قوات سورية الديمقراطية «قسد» فجر أمس، بدعم الجيش الأميركي، أبرز وأكبر البلدات في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه في المنطقة المتاخمة للحدود العراقية.
قبل تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باجتياح مدينة منبج ما لم تخرج واشنطن حلفاءها الأكراد منها، سيطرت قوات سورية الديمقراطية "قسد" فجر أمس، على هجين، أبرز وأكبر البلدات في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي في محاذاة الحدود العراقية.ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه "بعد أسبوع من المعارك والقصف العنيف، تمكنت "قسد" بدعم من التحالف الدولي من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من هجين، أكبر بلدات الجيب".وفتحت قوات سوريا الديموقراطية "ممرات آمنة"، خرج عبرها مئات المدنيين من منطقة هجين، وفق تلك القوات والتحالف الدولي.
وإثر هجوم عنيف، دخلت "قسد" في السادس من الشهر الحالي بلدة هجين لتخوض معارك ضد التنظيم، الذي اضطر إلى التراجع إلى مناطق شرق البلدة مستفيداً من شبكة أنفاقه. ونشر التنظيم، الذي لا يزال يسيطر على قرى عدة أبرزها السوسة والشعفة ويتحصن فيه نحو ألفين من مقاتليه من الأجانب والعرب، أمس الأول، صوراً عبر حسابات على تطبيق "تلغرام" تظهر اشتباكات في هجين، التي فتحت "قسد" ممرات آمنة فيها خرج عبرها مئات المدنيين.
معركة منبج
وعقب إعلانه عن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعد العمود الفقري لقوات "قسد"، هدد الرئيس التركي بدخول مدينة منبج إذا لم تُخرج الولايات المتحدة الوحدات الكردية منها، مشدداً على أن تركيا عازمة على إحلال السلام في المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات أيضاً.وقال إردوغان، لأعضاء منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، "منبج مكان يعيش فيه العرب لكنهم سلموا المنطقة للمنظمة الإرهابية، ما نقوله الآن هو أن عليكم تطهير المنطقة وإخراجهم منها وإلا فسندخل منبج. أنا أتكلم بوضوح".وأكدت الوحدات الكردية أنها ستواجه أي هجوم تركي، محذرة من أنه سيدفع قواتها في هجين للعودة "والدفاع عن مناطقها وعوائلها وهي من أولوياتها".وفي مقابلة نادرة، أكد قائد "قسد" مظلوم كوباني لوكالة "رويترز" أن تركيا تحشد المقاتلين السوريين المتحالفين معها على الجبهات المتاخمة، مبيناً أن واشنطن قامت بمحاولات جادة لمنع الهجوم التركي، لكنه شدد على ضرورة أن تبذل جهوداً أكبر.وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع عن مقتل جندي تركي، أمس الأول، في مدينة تل رفعت شرق عفرين بعد تعرضه لإطلاق نار من عناصر الوحدات الكردية، مؤكدة أن الجيش رد بإطلاق "النيران الكثيفة" ضد عدة أهداف.عمليات تركية
وفي أعقاب غارات جوية تركية على منطقتي سنجار وجبل كاراجاك، أعلن إردوغان عزمه تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق،. وقال الرئيس التركي، أمس: "نفذنا عملياتنا في العراق مساء أمس. هل توقفنا؟ لا سيكون هناك المزيد. لماذا؟ نظراً إلى أننا نواجه تهديدات من هناك، وسيكون هناك رد على الفور".وذكر وزير الدفاع خلوصي آكار، في مقر سلاح الجو بأنقرة، حيث تابع هجوم الليلة قبل الماضية، أنه تم تدمير 30 هدفاً في الغارات الجوية.وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إنه تم استخدام أكثر من 20 طائرة مقاتلة، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار وطائرات لإعادة التزود بالوقود، في العملية.وذكرت وزارة الدفاع أن الغارات الجوية استهدفت حزب العمال الكردستاني، الذي تنظر إليه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على أنه منظمة إرهابية.وجاء في البيان إن العملية استهدفت "ملاذات وكهوفاً وأنفاقاً ومستودعات تخزين يستخدمها الإرهابيون الذين يهددون دولتنا وأمننا الحدودي".غزو وعفو
خلال جلسة لمجلس الأمن ناقشت، أمس الأول، الوضع الإنساني في سورية وتم تمديد العمل لعام واحد بآلية إيصال المساعدات عبر الحدود وخطوط الجبهة رّغم معارضة موسكو، أكد مندوب دمشق الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن بلاده مصممة على مكافحة المجموعات الإرهابية في إدلب وغيرها، وعلى طرد كل القوات الأجنبية الغازية من أراضيها.ووسط أنباء عن حصول إعدامات جماعية تم تنفيذها في سجن صيدنايا العسكري بحق بعض قادة المصالحة في ريف دمشق أو بعض أحياء العاصمة كبرزة وتأكيدات عن عزم النظام اعتقال المزيد منهم، عفا الرئيس بشّار الأسد عن أكثر من 16 ألفاً من العسكريين، الذين تركوا وحداتهم بالجيش بشكل غير شرعي خلال الحرب.وبحسب رئيس إدارة القضاء العسكري محمد حسن، فإن "العفو بدأ بالسريان من التاريخ الذي دخل فيه المرسوم الرئاسي حيز التنفيذ، أي اعتباراً من 9 أكتوبر 2018. فمنذ اليوم الأول، بدأ الفارون من الخدمة العسكرية في التقدم بطلباتهم إلى السلطات السورية للحصول على عفو. وحتى الآن، حصل على العفو أكثر من 16.5 ألف عسكري تركوا وحداتهم العسكرية خلال الحرب".اللجنة الدستورية
سياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا وإيران وتركيا أعدت بشكل عام قائمة المشاركين في اللجنة الدستورية السورية وتنوي تسليمها للمبعوث الأممي ستيفان ديميستورا الأسبوع المقبل.وعبر لافروف بعد مشاركته في جلسة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي في البحر الأسود في باكو ولقائه نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، عن أمله بأن يسمح ذلك بإنهاء هذه المرحلة المهمة من الجهود الأممية الهادفة إلى تحريك العملية السياسية، وبأن تتمكن اللجنة من الاجتماع في جنيف في بداية العام المقبل".بدوره، أكد جاويش أوغلو أنه لا توجد حالياً أي ضرورة لعقد قمة روسية تركية لبحث الوضع في إدلب، مبيناً أن تطبيق الاتفاق الروسي التركي متواصل وأن "العسكريين والخدمات الخاصة ووزيري الخارجية يواصلون الاتصالات بينهم بشكل دائم".
تركيا تستهدف أكراد العراق وتخسر جندياً في عفرين