أعندك هاتف ذكي؟ وهل وفرت لنفسك خدمة إنترنت؟ كل ما عليك أن تفعله هو إنشاء حساب في موقع للتواصل وشد انتباه الناس، وستكون من الأثرياء، ولكن لماذا؟ لا يدري الناس أن كل من يسلي الناس ويمتعهم داخل أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي هو ذاته أصبح موظفاً غير شرعي يرفع للموقع فيديوهات؛ وينزل صوره، وينشر نصوصه، ويغرد خواطره، ويراسل مجموعاته، كل ذلك ليمنح رواد الموقع سائر مشتهياتهم ورغباتهم، على أي حالٍ من الأحوال، بأي موقعٍ بالجوال ستنال الأموال من فلان إن رضيت نشر إعلانه بمساحتك الخاصة، فهل جلبت لحسابك متابعين كثيرين؟ ولكن يا حكومة، هل هذا مشروع؟ أي مشهور يتابعه الملايين هو لا شك أقوى من أي قناة تلفزيونية ولو كانت حكومية، فثمة اختراع قديم يؤول للانقراض يسمونه القمر الصناعي، فالتلفاز باقٍ ولكن في هذه الأيام بث محطاته صار من الإنترنت الذي يتسيد ميدانه أولئك المشاهير، فإذن يحق لهم أن يلقوا على طاولة المفاوضات بينهم وبين التجار الرقم الذي يريدونه، ولكن هل هنالك حد؟
لو تزوج خريج هندسة ذرية من أميركا ومهندسة بترول فلن يصلا إلى ما وصل إليه صاحب شخصية هزلية مشهور في «سناب شات» أو غيره من برامج التواصل، وهو يمضي عمره في قاعدة «خالف تعرف»، فتجد المطاعم تطعمه ليجلب الناس، وتدفع له آلاف الدنانير، وتجده يُهدى المنتجات التجارية فقط ليتصور معها ويكسب الآلاف من الدنانير، ولتنجرف من ورائه تلك الأمم القابعة في بيوتها، لتستهلك منتجات لا يدري معشوقهم أنهم اشتروها، فهل ثمة استهتار؟ في الأصل سائر الإعلانات كذلك، والتجارة شطارة، ذات ربح وخسارة، تأسست على المصالح وستدوم بالأنانية ولا عيب في هذا، ولكن أيعقل أن الهاتف فعلاً أصبح أنفع من الشهادة؟ أترك الجواب للقارئ.
مقالات - اضافات
يا مشاهير التواصل!
15-12-2018