نقطة: المليون صار خردة!
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
انعكس انكماش قيمة المليون الاجتماعية كذلك حتى على سلوك اللصوص والمرتشين والمنتفعين أيضاً، وأدت سهولة الاستيلاء عليه إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم وتخليهم عن الاحتياطات الأمنية اللازمة في مثل هذه الحالات، فقد كانت أحلام الفاسد، في السابق، الاختلاس والهرب خوفاً من العقاب وللاستمتاع بغنيمته في الخارج بعيداً عن الأنظار، وهو سلوك حذر وعقلاني نوعاً ما، ويحمل في طياته خجلاً من مواجهة المجتمع الذي سرق أمواله العامة، أما سارق ملايين اليوم فيظل بالكويت "يترزز" أمامنا، ويصرف أموالنا بكل بجاحة في شراء أفخم الكماليات التافهة، ليتباهى بها علينا، بل إن بعضهم - من ثقته الزائدة "بالسيستم" - يطالب فوق الملايين التي "أممها" بالاحترام والمكانة الاجتماعية ومناداته بالعم أو طويل العمر، إلى أن تقع الفاس بالراس في يوم ما، لأسباب خارجة عن إرادته ونتيجة لتصفية حسابات سياسية قد يكون لا علاقة له بها، ولكن بسبب حساباته الخاطئة وتخليه عن حذره وخجله وتقليله من قيمة المليون منذ البداية، تضاءلت طموحاته للحبس بالمستشفى الحكومي بدلاً عن السجن المركزي.حتى الحرامية اختربوا!