وزير الثقافة المغربي السابق محمد الأشعري: لا حواجز في الأدب
• في ندوة حول تجربته الشعرية والعلاقة بين المشرق والمغرب
حلّ وزير الثقافة المغربي الأسبق الكاتب والأديب محمد الأشعري ضيفاً على القاهرة أخيراً، والتقى مجموعة من الأدباء والشعراء المصريين في ندوة نظمتها دار «بتاتة» للنشر.
تناولت ندوة أخيرة في القاهرة إشكالية العلاقة بين المشرق والمغرب، وتجربة محمد الأشعري الأدبية والشعرية. شارك فيها الأديب المغربي وعدد من المثقفين المصريين. في هذا السياق، قال الشاعر عبد الرحمن رمضان: «ما أشيع على مدى سنوات طويلة بشأن وجود قطيعة ثقافية بين المشرق والمغرب لا يعد كلاماً دقيقاً، لأن القطيعة لم تكن أدبية بأي شكل من الأشكال، وإنما كانت ذات أبعاد أخرى اجتماعية وسياسية بعيداً عن عالم الثقافة والأدب». وقال الروائي ابراهيم عبد المجيد: «الشاعر المغربي محمد الأشعري يعد واحداً من جيل الشعراء والكتاب المغاربة الذين ردموا الهوة والفجوة الفاصلة بين المغرب والمشرق، فكتاباتهم صورت ونقلت العالم الغربي للمشرق بشكل فني متقن». وأضاف: «يتميز الأشعري أدبياً بأنه حين انتقل من الشعر إلى الرواية، استطاع أن يتخلّص من اللغة والصورة الشعرية لتحلّ بدلاً منها الروح الشعرية الكامنة في البنية الروائية والشخصيات، وقد فعل ذلك ببراعة».
وبدوره قال القاص سعيد الكفراوي: «دخلنا المغرب عبر ثلاث بوابات: محمد بنيس، ومحمد برادة، ومحمد الأشعري، وكانوا جسوراً عبرت بكتابة الستينات، وبعد ذلك بالشعراء والروائيين».وأشار الكفراوي ألى أن بداية دخوله هذه البوابات تعود إلى ملتقى الرواية الذي أقيم عام 1979 ونظمه اتحاد كتاب المغرب، وكان المدعوون عبد الحكيم قاسم، والغيطاني، والخراط، وغالب هلسا، وصنع الله ابراهيم، وأمين العالم، وصبري حافظ. «وهذا الأمر لا يُنسى. وكان يدير الملتقى ويشرف عليه محمد الأشعري، بمجهوده. وكانت بداية التعرف إليه إنسانياً وأحببناه وصادقناه واختبرنا طبيعته وأخلاقه وعرفناه كشاعر حقيقي».
التجربة الشعرية
عن الكتابة الشعرية لمحمد الأشعري، قال الشاعر أحمد الشهاوي إن قصيدة الأشعري، المسكون بالحياة والتاريخ، متحررة من لغة ثقيلة تتربص بها كأنه يريد التخلص من كل أبجدية، فهو العابر المقيم في روح عابرة، رسم بورتريهات شخصية له في قصائده، وصاغ اسمه وملامحه. لم يعبر مفازة اللاسم، واللاملامح، كأنه يسمع ما لا يسمعه أحد، ألم يقل: «أنا الذي اختارته المجرة لاستقبال نشيدها الأبدي».أضاف الشهاوي: «من الصور الشخصية التي يرسمها لنفسه بفرشاة روحه في نصوصه بعد التحرر من أسر العمل المنضبط كوزير أو برلماني: أتذكر الشجرة الأولى التي وقفت في طريقي/ كانت نحيفة، كثيفة، غامضة/ كانت شجرة القصائد المحرمة/ تلك التي يأكل منها الشعراء الملاعين/ ليتحولوا إلى عصافير بلا أجنحة/ أتذكر الأعشاب التي أرضعتني لبن الفتنة/ وضفّرت شعري بأزهارها الفاقعة».وتابع الشهاوي: «يرتب الأشعري أشياء روحه في النصوص التي يكتبها ويحول الحجر إلى كائن ينطق ويشعر ويحس (الحجر وحده يعرف عبء الساعات التي تمر)، كأنه ينصت للصوت الذي لا يستخدم الكلمات، حتى يكاد مَن يتلقاه أن يقول: «إنه يكتب شعراً بأبجدية جديدة لا كلام فيها».وقال الناقد الأدبي الدكتور رضا عطية: «الذات في أعمال الشاعر محمد الأشعري الأخيرة تعاني باستمرار قلقاً وجودياً لا ينقطع، فهي في حالة توتر مستمر مع المكان على إطلاقه، فاغترابها لا يتيح لها الشعور بالاستقرار والرسوخ في المكان».وأضاف: «أعماله الأخيرة أيضاً تثير إشكالية العلاقة بين الأسماء والأشياء، ومدى قدرة الكلمات على التعبير عن الأشياء كما هي، فهو شعر ينبض باللايقين، ويخلو من النبرة التنبوئية».وعلق محمد الأشعري على ما قيل بشكر المحتفين به مؤكداً ألا حواجز للأدب، وأننا نعيش في عالم مفتوح، مشيراً إلى أنه يعيش الآن فى عوالم الكتابة بعد تخليه منذ فترة كبيرة عن الضبط والتنظيم السياسي: «بعدما تحملت المسؤولية السياسية في ظروف تطور النضال الديمقراطي في المغرب، وأنا هنا لا أحكم على شيء محدد. فالعالم اليوم في حاجة إلى مساهماتنا جميعاً بالقدر الذي نستطيعه في عملية التغيير المجتمعي وليس هناك أي شيء يمكن فرضه في هذا الإطار».في سطور
محمد الأشعري سياسي وشاعر وروائي، اشتغل بالصحافة والمجال السياسي الذي قاده إلى مسؤوليات نيابية وحكومية، من بينها تولي منصب وزير الثقافة في المغرب.نشر ديوانه الشعري الأول «صهيل الخيل الجريحة» عام 1978، ومن أعماله الشعرية: «عينان بسعة الحلم»، و«يومية النار»، و«السفر وسيرة المطر»، و«مائيات». وفي مجال الرواية والقصة: «يوم صعب»، و«جنوب الروح». وفي الرواية: «القوس والفراشة»، وهي حاصلة على جائزة البوكر العربية وصدرت سنة 2010، و«علبة الأسماء»، و«ثلاث ليال».
دخلنا المغرب من بوابات بنيس وبرادة والأشعري سعيد الكفراوي
الأشعري يكتب شعراً بأبجدية جديدة أحمد الشهاوي
الأشعري يكتب شعراً بأبجدية جديدة أحمد الشهاوي