يحتفل متحف الفن الحديث والمُعاصر «مقام» (MACAM) بالذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفق أسلوب مبتكَر، يعتمد على تحويل جدار خارجي طوله 60 متراً، جداراً تأمّليا، يحتضن أعمالاً جداريّة، تحمل تواقيع فنّاني غرافيتي محليّين وعالميّين، علماً بأنّ كلاً منهم سيبتكر تصميماً، يعكس أحد البنود المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.ستختار لجنة تحكيم عالمية 12 تصميماً غرافيتياً، (مقاس كل منها 5 أمتار× 4 أمتار)، على أن يتمّ تدشين الجدار المُفترَض اكتماله في ديسمبر2019.
عام حقوق الإنسان
في الذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يخصص متحف «مقام» 2019 عام حقوق الإنسان في المتحف، وستقام نشاطات تحت هذه المظلّة. في هذا الإطار، قال مؤسس «مقام» سيزار نمور: «لطالما شكّلت بيروت ملجأً باحتضانها فن الشارع النابض بالحياة، من فن الاستنسل إلى فن الغرافيتي اللذين بدآ كآداتين من أدوات التعبير السياسي في زمن الحرب الأهلية، ثم ما لبثا أن تحوّلا، في الأعوام الأخيرة المنصرمة، منصّات لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية، وللاحتفال بثقافة البوب أو سواها من الثقافات الفنية». وأضاف: «بعدما تجاوز فن الشارع في بيروت حدودَي الاحتجاج والمناصرة، اتّخذ اليوم شكلاً دقيقاً ومطوّراً من أشكال التعبير الفني». ولفت إلى أن «مقام»، بصفته متحفاً متخصصاً بالفن الحديث والمعاصِر، يسعى إلى إعطاء فن الشارع المساحة التي يستحقها، وذلك عبر تخصيص جداره الأكبر لهؤلاء الفنانين.كان «مقام» أطلق «جدار التأمل» تزامناً مع «أسبوع حقوق الإنسان» (16-10 ديسمبر2018)، وذلك بحضور سفيرة النرويج في لبنان لينِ ليند ونائبة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان جوليا كوخ دي بيولي.حول هذا الحدث، أوضح نمور: «سيتسنّى للناس فرصة متابعة مسار هذا المشروع، من لحظة البداية حتى اكتمال الجدار. هكذا، سيدور حوار بين الفنّانين والجمهور حول هذه التظاهرة الفنية الشيّقة، خصوصاً أنّها تتناول موضوعاً لا يزال، أكثر من أي وقت مضى، مدار نقاش، كذلك ستُتاح للجميع مشاهدة هذا الحائط، باعتباره أحد معالم المتحف».متحف الفن الحديث والمُعاصِر
يتّخذ متحف الفن الحديث والمُعاصِر «مقام»، مركزاً له في معمل قديم ومهجور، أعيد تأهيله، ويقع في منطقة عاليتا في قضاء جبيل. هو المتحف الأول في لبنان المتخصّص بالفن المُعاصِر، ويرمي إلى حفظ الأعمال الفنية في البلاد وأرشفتها وعرضها. ولما كان مركزاً للأبحاث والتعليم، فيضمّ متحف «مقام» مكتبة وأرشيفاً للفن هما الأغنى في لبنان، ويقدّم لتلامذة المدارس برنامجاً تعليمياً فنياً. كذلك يفتخر بكونه «متحفاً للجميع» وذلك بمراعاته مبدأ الشمولية، من خلال تسهيل وصول ذوي الحاجات الخاصة والمكفوفين إليه. ينظم عروضاً دورية ومعرضاً دائماً بعنوان «بانوراما النحت في لبنان».