في الأسبوعين الأخيرين من العام الحالي، لا تزال أزمة التشكيل على حالها مع تبدد الآمال بولادة قريبة للحكومة تكون بمنزلة عيديّة للبنانيين بعد أشهر من التعطيل.

وفي انتظار اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تراوح المواقف مكانها عند السقف الذي فرضه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بضرورة تسمية وزير للسنة المستقلين، مما فرز القوى السياسية بين من يطالب الحريري بالاعتراف بحيثية النواب الستة واستقبالهم، وبين من يعتبر أن الحل متوقف عند رئيس الجمهورية من خلال تنازله عن الثلث المعطل، والقبول بتوزير النواب السنة من حصته، الأمر الذي لا يبدو رئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في وارد القبول به بعد إعلانه صراحة تمسكه بـــ11 وزيراً من حصة "التيار" والرئيس عون.

Ad

إلى ذلك، يعقد اعضاء "اللقاء التشاوري" (النواب السنّة الستة المستقلون) اجتماعاً غداً في منزل عضو الكتلة النائب عبدالرحيم مراد، لتقييم مبادرة الرئيس عون ومناقشة نتائج تحرك الوزير باسيل.

وقال مراد في تصريح امس، إن "الرئيس عون لم يطرح علينا أي حل، لكنه أشار إلى أنه من حيث المبدأ لا يجوز عدم استقبالكم، لأن من حق كل نائب منتخب أن يلتقي رؤساء المجلس أو الحكومة أو الجمهورية. وثانياً يهمنا أن تساعدونا لأن وضع البلد غير مريح اقتصادياً ومالياً وحتى أمنياً خصوصاً في ظل الاعتداءات الصهيونية على الحدود الجنوبية ومسألة الإنفاق، وكل ذلك يتطلب أن تكون لدينا وزارة متكاتفة ومتضامنة وبالتالي منتجة، وتحتاج إلى تنازلات من كل الأطراف، من الرئيس المكلف ومنكم حتى نرى ما يمكننا فعله".

وتابع: "ننتظر عودة الحريري من السفر، وبعد أن نلتقيه ويسمع لنا ونسمع له، لكل حادث حديث. واقتراحنا المبدئي هو أن يتوزر ـحدنا. والحصة لا نريدها لا من حصة رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة. نقبل أن يسميها الرئيس عون إنما من حصة اللقاء التشاوري. نحن أسياد أنفسنا ولدينا كتلة هي كتلة اللقاء التشاوري، والحصة تكون من حصة اللقاء والاجتماعات الدورية ستكون مع اللقاء التشاوري".

إلى ذلك، كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث إلى صحيفة "الجمهورية" نشر أمس، أنه لا يعارض الحكومة المصغّرة من 18 وزيراً، التي يتمّ التداول بها، بل يحبّذها أيضاً، خصوصاً، انّ "الحقائب الأساسية هي 18 حقيبة ويمكن ضمّ الحقائب الست الأخرى إليها، وهذا عددٌ كافٍ". وأضاف: "العرض الذي يتداوله الأفرقاء غير جدّي ولم يطرحه الرئيس ميشال عون مع من التقاهم في بعبدا، بمن فيهم النواب السنّة الستّة". وعما إذا كان يسير في حكومة من دون قيادة سعد الحريري؟، قال: "لا، لن أسير بحكومة من دون الحريري، وأساساً لا حكومة من دون الحريري (وسيكونوا مغلطين إذا عم يمننّوا النفس، وما بيسترجوا يتخلوا عن الحريري والبديل ثرثرة سياسية)".