«الفاشينيستا»... ظاهرة في المجتمعات «الفاضية»!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
إعلان التلفزيون أو الصحيفة أو المجلة لا يخدعك غالباً، إلا إذا كنت لا تملك القدرة على التقييم، بينما "الفاشينيستا"، أو مشهور التواصل الاجتماعي، يخلق معك علاقة شبه شخصية، عبر التواصل المستمر معك يومياً، فعندما يقدِّم لك منتجاً معيناً يغيِّب كل مداركك الأخرى، فتسعى للحصول عليه بأي وسيلة كانت، حتى لو اقترضت لتفعل ذلك.مشهور بوسائل التواصل الإلكترونية اعترف منذ فترة بأنه كان يُمثل أنه مستمتع بطعام بالغ السوء في الإعداد والطعم، والمشكلة أنك في وسائل الإعلان التقليدية تعلم أنه إعلان فتأخذ حذرك، لكن "الفاشينيستا" تقدمه كسلوك شخصي، ولا تُفصح عن أنه إعلان تجاري مدفوع الثمن، فيتبعها أو يتبعه المراهقون وعديمو الخبرة والمصابون بالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية.الحقيقة أن المجتمعات "الفاضية" أو ذات الفراغ لمشاريع شخصية جادة؛ مهنية وعملية، هي ضحايا لمرض المظاهر والتفاخر بـ"الشراء" والاستهلاك، وهو مضمار التنافس بين أبنائها. في المجتمعات التي صنعت تكنولوجيا التواصل والهواتف الذكية والحضارة الحالية يعمل أبناؤها من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، ووجباتهم سريعة لمواصلة العمل، ولا يبحثون عن مطاعم إلا في المناسبات الخاصة، وربما مرة أو مرتين في الشهر، بينما "عيالنا" بيئتهم المجمعات التجارية والمطاعم، وهو ما يصنع الفارق، ويجعل البعض يربح الملايين على حساب أبناء مجتمع يبحثون عن المظاهر وإهدار أموالهم فيما لا ينفع.