تتمحور أغنية راغب علامة «طار البلد» التي طرحها منذ أيام على موقعه على «يوتيوب» حول الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية في لبنان. أراد النجم اللبناني من خلالها نقل احتجاجات اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بكمّ الأزمات التي تعصف بهم. إلا أن النائب في البرلمان اللبناني حكمت ديب هاجم الأغنية وراغب علامة وقال رداً على سؤال: «لم يطر البلد بل رأسه يجب أن يطير». كان هذا التصريح كفيلاً باشتعال مواقع التواصل الاجتماعي، فاجمعت التعليقات في معظمها على مساندة علامة واستهجنت تصريح حكمت ديب، فغرّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي عبر حسابه على «تويتر»: «راغب علامة، نزار فرنسيس وجان ماري الرياشي يغنون وجع الناس، و«طار البلد» خوفاً على البلد ما يطير… البلد معكم، وجعنا وجعكم، ونريد أن يبقى البلد». بدوره غرد النائب فادي سعد: «كل التضامن مع الصديق راغب علامة، لبنان من دون فن ومن دون حريات. ما بيعود لبنان». وقال الفنان اللبناني عاصي الحلاني: «لن تنبعث شرارة الإصلاح في هذا الظلام الحالك، إلا إذا تعلمت الشعوب وحافظت على حقوقها ودافعت عنها بالثورة القائمة على العلم والعقل وتقبل الآخر، وليس يا سعادة النائب من خلال تقطيع الرؤوس، نحن بلد ديمقراطي ولنا الحق في التعبير والتغيير.. كلنا راغب علامة».كذلك استنكرت الفنانة ماجدة الرومي ما حصل بأشد عبارات الاستنكار وطلبت إلى راغب علامة أن يغني الواقع والحرب على الظلم والفساد...
نقابتا الفنانين والموسيقيين
لم تقف نقابتا الفنانين الفنانين المحترفين ومحترفي الموسيقى والغناء في لبنان مكتوفتي اليدين إزاء الهجوم الذي تعرض له راغب علامة فكان لكل منهما موقف حازم يندد بكل من يتعرض لأي فنان في لبنان. استنكرت نقابة الفنانين المحترفين كل كلمة توجه إلى فنان كبير بحجم راغب علامة، وتوجهت إلى الأخير بالقول: «راغب استمرّ وثابر وحلق بسمو فنك مع زملائك المبدعين، فأنتم ونحن من نرى مصلحة الوطن من خلال نظرتنا الوفية والمخلصة والبعيدة كل البعد عن المصالح الآنية والذاتية، نظرة الأخوين الرحباني وفيروز ووديع وزكي وصباح ونصري واللائحة تطول وتعلو بعلو هاماتنا التي لا تطال. راغب أنت نجم كبير كبير في السماء وعلى الأرض».بدورها، اعتبرت نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان أن «ما سمعناه على إحدى شاشات التلفزة من نائب في البرلمان في حق الفنان الزميل راغب علامة لم يكن موجهاً إلى الفنان المذكور فحسب، إنما كان موجهاً إلى كل فنان لبناني، ولطالما كان الفنان اللبناني يجول العالم ويمثل بلده خير تمثيل. في المقابل، نرى بلدنا يغرق في الديون وفي الظلمة ولا خطة إنقاذ أو اتفاق بين المسؤولين لتشكيل حكومة لتخرج من دائرة الخطر الاقتصادي والمعيشي».واقع الشعب
إزاء عاصفة ردود الفعل التي لم تهدأ بعد، كانت لراغب علامة توضيحات ومواقف بيّن فيها أن أغنية «طار البلد» تجسّد الواقع الذي يعيشه الشعب اللبنانيّ بمختلف شرائحه وتعبّر عن مشاعر اللبنانيين، واضعاً كلام النائب حكمت ديب في خانة التحريض على القتل. أضاف: «ربما لم يبقَ في لبنان سوى الفنّ، فقرّروا القضاء عليه» شاكراً الشعب اللبناني على هذه العاطفة التي غمره بها.وأكد علامة أنه لن يتقدم بطلب رفع الحصانة عن عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب حكمت ديب، لافتاً إلى أن «الشعب حاكم حكمت ديب وهذا يكفيني»، وقال: «الشعب عرف من الظالم ومن المظلوم ولن أدخل في انتقام، رفع الحصانة، وهو أمر لن يتحقق في ظل ظرف سياسي كلنا نعرفه».نزار فرنسيس
اعتبر الشاعر نزار فرنسيس (كاتب كلمات الأغنية) أن «طار البلد» هي تعبير مزاجي يستعمله الشعب اللبناني بأكمله، وقال في تصريح إذاعي: «قررت أن استعملها لأحفز السياسيين على إنقاذنا وتأليف الحكومة والمضي بالبلد إلى الأمام، وأردت أيضاً أن أقول للبناني إن صوتك وصل إلى المسؤول، والأغنية بالنسبة إليّ حققت أهدافها».استغرب فرنسيس رد الفعل السلبي تجاه الأغنية لدى أحد الأطراف، مؤكداً أن لديه أكثر من ألفي أغنية ومن بينها أغانٍ انتقادية أكثر قسوة من «طار البلد»، أبرزها «صار بدنا حريق» لملحم بركات «مع ذلك هلل لها الطرف إياه الذي هاجم اليوم أغنية طار البلد».رفض الاعتذار
رفض النائب حكمت ديب الاعتذار إلى راغب علامة مبرراً قوله «لازم يطير راسو» بأنه رد على عنوان أغنيته «طار البلد»، فعندما يطير البلد تطير رؤوس الجميع.ووصف ديب اتهامات علامة له بأنه يحرض على قتله بـ«البروباغاندا السخيفة»، وقال: «يجب أن يتحلى الفنانون بالمسؤولية، وكلمة طار البلد كبيرة جداً، وكل شخص له حرية القول ما يريد، ليقل مثلاً «حلّوا عن البلد» وليس طار البلد وهذه الأغنية تسيء إلى لبنان». أضاف: «فليشتم السياسيين وليبتعد عن الوطن»، مشيراً إلى أن «ثمة أهدافاً من وراء هذه الأغنية أهمها زعزعة ثقة الناس في وطنهم».«خففوا فساداً»
بعد أغنية «طار البلد»، أطلق الفنان راغب علامة تحذيراً جديداً للطبقة السياسية، في تغريدة كتبها عبر «تويتر»، جاء فيها: «أحذّر الطبقة السياسية والسياسيين بأن هذه المرة عندما ينزل الشعب إلى الشارع لن تكون كغيرها.. الشعب لم يعد يتحمّل. الفقر والذل والحاجة والمرض ومشاكل أخرى تخطت الخط الأحمر... انزلوا من أبراجكم الذهبية... خففوا فساداً وأزلاماً وضرائب وضعوا الفاسدين والسارقين في السجون. لبنان ملك للشعب وليس لكم».