كشف استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شهدت تراجعا في ديسمبر الجاري، مع انخفاض نسبة مؤيديه بمقدار نقطتين عما كانت عليه في نوفمبر الماضي، لتبلغ 23 في المئة.

ويفيد الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أمس، بأن نسبة الذين قالوا إنهم "راضون" عن ماكرون تراجعت من 25 إلى 23 في المئة، بينما ارتفعت نسبة "المستائين" من 73 إلى 76 بالمئة، بينما بقيت نسبة "الراضين جدا" 4 في المئة، وانخفضت نسبة الذين أكدوا أنهم "راضون إلى حد ما" من 21 إلى 19 بالمئة.

Ad

وكانت شعبية ماكرون تبلغ 62 في المئة عند انتخابه في مايو 2017.

وبدأت حركة "السترات الصفراء" كموجة من الغضب الشعبي على أثر زيادة الرسوم على الوقود منذ منتصف نوفمبر الماضي، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع كلفة المعيشة بشكل عام.

ومع دخول احتجاجاتهم "فصلها الخامس"، شارك نحو 66 ألف شخص في تظاهرات أمس الأول، في مختلف أنحاء فرنسا، مما يمثل نصف عدد المشاركين في التظاهرات قبل أسبوع وتراجع مستوى التعبئة في التحرك الخامس لـ "السترات"، رغم تسجيل مواجهات طفيفة في عدد من المدن.

وشرع الفريق الحكومي الفرنسي في التحضير لترتيبات لتلافي "الفصل السادس" من الاحتجاجات. وأفادت مصادر بأن رئيس الحكومة إدوارد فيليب يعد مشروع قانون لتفعيل الوعود التي قدّمها ماكرون في خطابه الأخير، لترجمتها إلى إجراءات وقرارات ملموسة.

ويطرح مشروع القرار بشكل عاجل للمصادقة عليه في مجلس الوزراء صباح بعد غد، على أن يشرع النواب في مناقشته في البرلمان صباح الخميس.

وتأمل الحكومة أن يصادق البرلمان على المشروع ليل الخميس أو صباح الجمعة على أقصى تقدير، بهدف قطع الطريق أمام جولة سادسة من الاحتجاجات.

وكانت وعود الرئيس الفرنسي تشمل رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو شهريا، ومراجعة نظام الضرائب، وإلغاء زيادة الضريبة على فئة من المتقاعدين، وإلغاء الضريبة عن الساعات الإضافية، وإعادة تأهيل منظومة المعاشات الاجتماعية، والالتزام بأجندته الإصلاحية ورفض إعادة فرض ضريبة على الثروة.

الى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، مساء أمس الأول، في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، أن حصيلة الضحايا منذ بداية احتجاجات "السترات الصفراء" في البلاد منتصف نوفمبر الماضي ارتفعت إلى 8 قتلى.

على صعيد آخر، أطلقت السلطات الفرنسية 4 أفراد من عائلة شريف شيكات، منفذ اعتداء استهدف الثلاثاء الماضي، سوقا ميلادية في مدينة ستراسبورغ القريبة من الحدود الألمانية، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص.

وأعلنت النيابة العامة إطلاق والديه واثنين من أشقائه، لعدم توافر أي دليل ضدّهم في الوقت الراهن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن 3 آخرين من أقرباء شيكات (29 عاما)، الذي قُتل الخميس الماضي، لا يزالون قيد التوقيف.

وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء السبت، أفاد شخص تم التعريف عليه بأنه والد مطلق النار، بأن ابنه تحول ليصبح من أتباع تنظيم "داعش".

وقال عبدالكريم شيكات لقناة "فرانس 2": "كان يقول إن داعش يحارب من أجل قضية عادلة". وأضاف: "لو كان أطلعني على مخططه، لكنت أبلغت الشرطة عنه، وبهذه الطريقة لم يكن ليقتل أحدا أو أن يُقتل".