إثيوبيا: إقليم تيغراي... صاحب الامتيازات يتحدى إصلاحات أبي... ومخاوف من نزاع أهلي

نشر في 17-12-2018
آخر تحديث 17-12-2018 | 00:00
شرطية من عرق تيغراي تفتش فتاة على مدخل متحف حربي في مكيليلي (رويترز)
شرطية من عرق تيغراي تفتش فتاة على مدخل متحف حربي في مكيليلي (رويترز)
في إقليم تيغراي، مهد الصراع المسلح الذي خرج من رحمه الائتلاف الحاكم في إثيوبيا قبل 27 عاما، يتزايد الشعور بالغضب إزاء حملة يشنها رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد على قيادات الإقليم التي كانت تتمتع في وقت من الأوقات بنفوذ كبير.

وعلى الرغم من أن المنتمين إلى عرق تيغراي الذي يسكن تلال وعرة لا يمثلون سوى أقلية صغيرة في بلد يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة، فقد هيمنوا على هياكل السلطة منذ 1991 عندما أسقطت «الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية» حكم نظام عسكري «ماركسي».

والآن يتعرض كثيرون من قيادات عرق تيغراي للاعتقال أو التهميش في إطار محاولات رئيس الوزراء أبي أحمد لوضع حد لما كان يحدث في الماضي من انتهاكات.

وقال أحد مستشاري أبي لـ«رويترز» إن رئيس الوزراء عزل 160 من كبار قادة الجيش بسبب تصرفات قال إنها تصل إلى مستوى من «إرهاب الدولة».

وفي ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي وفي القرى القريبة منها يترسخ في نفوس الناس شعور الحصار، إذ يقولون إنهم يشعرون بأنهم يتعرضون للهجوم. وربما تمثل مشاعر الإحباط خطرا على رئيس الوزراء (42 عاما) الذي يدعو شعبه لدعم «الإصلاحات لا الثورة».

وفي مقاهي الشوارع في ميكيلي والحقول الواقعة خارج المدينة يقول أفراد من عرق تيغراي إنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، في حين تستخف شخصيات وطنية بإقليمهم وتاريخهم.

سندافع عن أنفسنا

وقال غيتاتشو ريدا وهو من كبار الساسة في تيغراي وعضو في «الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية»، التي ينتمي إليها أبي كذلك، وشغل منصب وزير الإعلام في الحكومة السابقة «ثمة جهود لمحاصرة شعب تيغراي. لكننا نعتقد بأن هذا لن يفلح، لأن لنا باعا طويلا لا في الدفاع عن أنفسنا فحسب، بل في مواجهة أي تحدٍّ».

واتهم أبي الذي ينتمي إلى عرق الأورومو، أكبر الجماعات العرقية في البلاد، باتباع عدالة انتقائية.

ولايزال عرق تيغراي يمثل قوة لا يستهان بها رغم تقلص نفوذه السياسي في عهد أبي.

وقد سمح الحكم اللامركزي بظهور قوات إقليمية كبيرة من الشرطة في الأقاليم بما فيها تيغراي، الذي يملك تاريخا في مشاركة مدنيين أغلبهم من المزارعين الذين يملكون أسلحة في ميليشيات للدفاع عن قضاياهم.

ويحظى خطاب أبي بالقبول لدى كثيرين من الإثيوبيين الذين ساءتهم هيمنة شعب تيغراي على مؤسسات مثل الشرطة الاتحادية التي كانت تلجأ للعنف في قمع الاحتجاجات. وتتهم جماعات عرقية أخرى تيغراي بفرض نظام اتحادي قائم على الهوية العرقية وعلى شعار «فرق تسد».

وفي العاصمة أديس أبابا ومدن أخرى تنتشر صور أبي على ملصقات وقمصان ولافتات. لكن لا شيء من ذلك في تيغراي، الذي تتزايد فيه مشاعر الاستياء منه.

وقال كثيرون من تيغراي إنهم يشعرون بالقلق من تصاعد العنف العرقي في أماكن أخرى بالبلاد، وهو ما دفع أكثر من مليون شخص للنزوح عن بيوتهم منذ تولى أبي السلطة.

وقال عدة أفراد إن لهم أقارب تركوا وظائفهم وأعمالهم من أجل العودة إلى تيغراي خوفا من عمليات انتقامية رغم أنه لم ترد تقارير عن وقوع اعتداءات كبرى على هذه العرقية.

back to top