مناوشات تسبق «هدنة الحديدة» والأمم المتحدة تقود «الانسحاب»
برلين: الكويت أدت دوراً كبيراً لإنجاح مشاورات السويد
كشفت مصادر من طرفَي الحرب في اليمن ومن الأمم المتحدة، أمس، أن وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الطرفان المتحاربان في الحديدة، سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من بعد غدٍ؛ في محاولة لتجنب إراقة الدماء بالمدينة الساحلية الحيوية لإمدادات الغذاء والإغاثة لنحو 14 مليون يمني.وشهدت الحديدة أمس اشتباكات هي الأعنف بين ميليشيات حركة «أنصار الله» الحوثية والقوات الموالية للحكومة اليمنية، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ انتهاء مشاورات السلام التي عقدت في السويد برعاية الأمم المتحدة الخميس الماضي.وأبلغ المبعوث الأمم الخاص لليمن مارتن غريفيث طرفَي الصراع، في رسالة رسمية، بموعد سريان الهدنة، وطالبهما لاحقاً، عبر بيان مقتضب نشره في «تويتر» بـ«احترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق»، الذي شمل ضرورة وقف الأعمال العدائية والتصعيد في الحديدة وتعز.
وأضاف غريفيث أن «الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية وأنصار الله، لضمان التطبيق السريع والتام لبنود الاتفاق». وتزامن ذلك مع إجراء مباحثات بين طرفي النزاع في السويد لتشكيل لجنة مشتركة لإدارة الملف الاقتصادي والأمني في الحديدة بقيادة الأمم المتحدة أمس.ونص اتفاق استوكهولم على إشراف «لجنة تنسيق إعادة الانتشار»، التي تضم أعضاء من الطرفين، وتترأسها الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار والانسحاب، ومن المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها بالتزامن مع نشر مراقبين دوليين في غضون أسبوع، وفق مصدر أممي.وتأتي تلك التطورات في وقت يتوقع أن يُطرح قرار بريطاني حول الأزمة اليمنية لتثبيت اتفاق استوكهولم غداً في الأمم المتحدةفي السياق، وصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس إلى الكويت، في زيارة رسمية لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك/ وفي مقدمتها الأزمة اليمنية.وقال ماس، قبل توجهه إلى البلاد: «في منطقة تتسم بصراعات دموية وتناقضات عميقة وأزمات إنسانية خطيرة، تزداد أهمية هؤلاء الذين يعملون من أجل الحوار وتخفيف المعاناة الإنسانية»، مشيراً إلى الدور الكبير الذي أدته الكويت من أجل إحراز التقدم الأخير الذي تم في محادثات السلام.