تحتفل دولة قطر يوم غد الثلاثاء بالعيد الوطني الذي يقام تحت شعار (فيا طالما قد زينتها افعالنا) وسط مظاهر احتفالية رسمية وشعبية تبرز مدى التطور الذي حققته منذ تأسيسها وحتى الان.

وتشهد معظم المدن القطرية فعاليات عديدة مصاحبة بدأت قبل نحو عشرة ايام احتفالا بهذه المناسبة التي تصادف ال 18 من ديسمبر ويشارك فيها المواطنون والمقيمون تعبيرا عن فخرهم واعزازهم بالانجازات التي حققتها قطر في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية والرياضية.

Ad

والشعار الذي اعلنته اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني لقطر هو شطر من ابيات مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن ثاني الذي يعد باني نهضة قطر الحديثة.

وتشهد المدن القطرية التي ازدانت بأعلام البلاد فعاليات يومية تعبر عن افراح المواطنين بهذه المناسبة السنوية وتتنوع ما بين ثقافية ورياضية واقتصادية واجتماعية ونسائية تشارك فيها جميع الجهات الحكومية والمنظمات والجمعيات الاهلية اضافة الى النوادي الرياضية والثقافية.

وتستذكر قطر وهي تحتفل بهذه الذكرى انجازات الشيخ جاسم بن ثاني حيث تخلد الاحتفالات ذلك اليوم التاريخي من عام 1878 الذي خلف فيه الشيخ جاسم والده الشيخ محمد في قيادة البلاد واستمر حتى التأسيس والوحدة.

وتحتفل قطر بيومها الوطني في 18 ديسمبر منذ صدور القانون رقم 11 لسنة 2007 باعتبار يوم تولي الشيخ جاسم بن ثاني يوما وطنيا تعطل فيه المؤسسات والدوائر الحكومية ويحتفل فيه جميع القطريين بهذه المناسبة الوطنية.

ووفقا لما حددته رؤية قطر الوطنية 2030 وبسعي دؤوب من جميع الجهات الحكومية المعنية الى ترجمة استراتيجية التنمية الوطنية الثانية (2017 - 2022) استطاعت قطر تحقيق مجموعة من الاهداف في طريقها نحو تعزيز التنمية المستدامة والتعليم والتدريب والصحة وتنمية الموارد البشرية اضافة الى تعزيز التنويع الاقتصادي وتطوير البنية التحتية.

وحققت قطر وهي تحتفل بيومها الوطني العديد من النجاحات في مجالات عديدة اهلتها لتنال مراكز متقدمة في مؤشرات دولية كثيرة يقاس عليها عادة نجاح الدول وتميزه ومدى تحقيق التقدم في مجالات الحياة الاساسية فيها.

وتشهد قطر انجازات عديدة في شتى القطاعات وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي الذي شهد صدور العشرات من القوانين التي تهدف الى تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي وتوفير البيئة القانونية للعمل الاقتصادي وللنهضة التنموية التي تشهدها البلاد.

ويولي الاقتصاد القطري اهتماما بالغا لقطاع النفط والغاز الذي حقق خطوات مهمة محليا وعالميا اهمها على صعيد الانتاج والتطوير حيث بلغ انتاج قطر للبترول خلال عام 2017 نحو 76ر1 بليون برميل مكافئ منها حوالي 3ر7 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و210 ملايين برميل من المكثفات و232 مليون برميل من النفط.

وفيما يتعلق بالنشاط الاستكشافي داخل قطر يجري حاليا التخطيط لتنفيذ مسح زلزالي (سيزمي) بحري ثلاثي الابعاد للمنطقة الواقعة جنوب حقل الخليج النفطي حيث تم اكتشاف مصيدة بترولية بطبقات المشرف كما تم الانتهاء من الاعداد لحفر بئر في المنطقة البرية جنوب البلاد لاستكشاف الامكانات الهيدروكربونية غير التقليدية .

اما بالنسبة للنشاط الاستكشافي الدولي فإن قطر للبترول انجزت دراسة فنية دولية لتقييم مختلف الاحواض الرسوبية على مستوى العالم بالتعاون مع شركة استشارية فرنسية وذلك لتعزيز خطط البلاد المستقبلية في حين استحوذت قطر بالتعاون مع شركاء عالميين على عقود استكشاف كبيرة في عدد من مناطق العالم.

وطرحت قطر للبترول 49 في المئة من اسهم (قطر لصناعة الالمنيوم) للاكتتاب العام في 30 اكتوبر الماضي وجرى تداول اسهمها امس الاحد وذلك لتعزيز الفرص الاستثمارية وترسيخ ثقافة الادخار طويل الاجل للمستثمرين القطريين وابنائهم.

وحققت قطر العديد من الانجازات على صعيد زيادة الخدمات والمرافق الصحية واحتل النظام الصحي المرتبة 13 في قائمة افضل النظم الصحية في العالم والمرتبة الاولى على مستوى منطقة الشرق الاوسط بحسب مؤشر (ليجاتوم للرخاء) للعام 2017 الذي يقوم بقياس وتصنيف الوضع الصحي في 149 دولة فيما اطلقت قطر استراتيجية (2018 - 2022 ) التي تهدف الى تنمية وتطوير النظام الصحي والحفاظ على الصحة العامة لان ذلك بمثابة استثمار حيوي في المجتمع القطري ومستقبله.

وشهد المجال الرياضي تطورات مهمة في بناء عدد من المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 اضافة الى انجازات كبيرة في مجال العاب القوى وكرة اليد فضلا عن تنظيم العديد من الدورات الرياضية العالمية والخليجية والعربية والاسيوية.

وفي مجال الامن الغذائي حققت قطر المرتبة الاولى عربيا و22 عالميا في مؤشر الامن الغذائي العالمي لعام 2018 الذي يضم 113 دولة على مستوى العالم والصادر عن وحدة (إيكونوميست إنتليجنس) للابحاث التابعة لمجلة الايكونوميست والذي استند في تصنيفه الى حزمة من المعايير اهمها مقدار توافر الغذاء وسهولة الحصول عليه بأسعار مناسبة ومعايير الجودة والسلامة بقطاع الاغذية.

وعلى الصعيد الثقافي اطلقت قطر معجم الدوحة التاريخي للغة العربية الذي يعد الاول من نوعه على مستوى العالم وافتتحت العديد من المكتبات ونظمت العديد من المعارض الثقافية والفنية وفي مقدمتها معرض الكتاب الدولي فضلا عن استمرارها في دعم حركة النشر والتاليف والترجمة للاصدارات الثقافية المتنوعة.

ولا يكاد الزائر الى مدن قطر هذه الايام يمر من ساحة عامة او شارع عام او امام مؤسسة وطنية او خاصة الا ويرى معالم الاحتفال باليوم الوطني ظاهرة عليها فضلا عن اضاءة المعالم الرئيسية في البلاد بإضاءات متميزة في الليل ابتهاجا بتلك المناسبة.