بعد 7 أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري مهمة تشكيل الحكومة، عادت بعض نسمات التفاؤل الميلادية تلفح عملية التشكيل قبل حلول الأعياد، إلا أن الخوف من أفخاخ اللحظات الأخيرة لا يزال يقض مضاجع بعض المعنيين بمطابخ التشكيل، خصوصا أن محاولتين لاستيلاد الحكومة قبل نحو شهرين أجهضتا في اللحظات الأخيرة.

وقالت مصادر متابعة إن «مشاورات تشكيل الحكومة مستمرة وراء الكواليس، وبعيداً عن الإعلام، وحتى الساعة لم تصل الى نتيجة نهائية، وأجواء بيت الوسط مرتاحة لمسار المشاورات التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون والاحتمالات مفتوحة على إيجابيات»، موضحة أنه «لا لقاء بين الرئيس الحريري والسنّة المستقلين في بعبدا، وهذا الأمر لم يُطرح من الأساس».

Ad

وأضافت أن «رئيس الجمهورية يواصل اتصالاته بشأن تشكيل الحكومة، والأجواء لا تزال ضبابية».

وكشفت المصادر عن لقاء مُرتقب اليوم في دارة النائب عبدالرحيم مراد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يقوم بوساطة بين اللقاء التشاوري والرئيس المكلّف لحل العقدة الحكومية.

ونقلت مصادر عن «اللقاء التشاوري» (النواب السنة الستّة المستقلين) قولها «إننا ننتظر ما سيحمله اللواء إبراهيم لنقرر، أما لقاء الحريري فهو تحصيل حاصل إذا ما قبلنا بطرح اللواء ابراهيم الذي يكون قد وافق عليه الجميع». ورجحت المصادر أن «يكون هناك تنازل من النواب السنة المستقلين عن التصلب في الموقف، فيلاقوا الفريق الآخر في منتصف الطريق».

في السياق، أعلن عضو «اللقاء التشاوري» النائب جهاد الصمد بعد اجتماع «اللقاء» في دارة النائب مراد، أمس، أن «أي مبادرة لا تقر بحقنا كلقاء في المشاركة بحكومة الوحدة الوطنية من باب احترام نتائج الانتخابات النيابية واحترام الشرعية الشعبية التي لنا شرف تمثيلها، لن يكتب لها الحياة، وبذلك يبقى الوضع على ما هو عليه حتى اشعار آخر».

إلى ذلك، أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام، في تصريح أمس «نحن متفائلون باقتراب تشكيل الحكومة»، مشددا على أن «مساعي الرئيس عون ستفضي الى حكومة قبل الأعياد»، وموضحا أن «الحل سيكون وفق عدالة التمثيل، مع الحرص على أن يكون مرضيا للرئيس الحريري، وفي الوقت نفسه، ألا يتم إلغاء أحد ممن أثبتت الانتخابات النيابية أن له حيثية تمثيلية»، معتبرا أن «التنازلات مطلوبة من الجميع لمصلحة البلد».

وجزم درغام بأن «الأمور تتجه الى الحلحلة، والرئيس عون يقدم المصلحة العامة على ما عداها من أمور، لأن البلد لم يعد يحتمل، واليأس تسلل الى نفوس المواطنين».