كشف وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن عن وجود مباحثات سعودية ـــ كويتية حول إمكان حل الأزمة الخليجية، موضحاً أن «بلاده لم تتغيب أبداً عن المشاركة في أنشطة مجلس التعاون الخليجي وفعالياته».وإذ ذكّر بدعوة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لتجاوز الأزمة والجلوس إلى طاولة الحوار في القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت بالسعودية، قال الوزير القطري، لقناة «سي إن بي سي» الأميركية، إن «الإدارة الأميركية تؤدي دوراً مهماً في الوساطة لحل الأزمة، لاسيما أن الرئيس دونالد ترامب أجرى عدداً من الاتصالات وبعث برسائل عديدة من أجل ذلك»، مشيراً إلى أنه لم يتحقق أي تقدم بعد.
وكان بن عبدالرحمن جدد، أمس الأول في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالدوحة، ترحيب بلاده بالمبادرة الكويتية لحل الأزمة، باعتبارها مركزاً لكل المبادرات التي أطلقها الأصدقاء، مثمناً الدعم الذي أظهرته الأمم المتحدة منذ اللحظة الأولى للوساطة الكويتية باعتبارها «الأداة الأكثر مصداقية وموثوقية لحل هذا الوضع».في سياق متصل، نفى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وجود مبادرة من الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر حول مصالحة قطر، مضيفاً أن اقتراح بلغاريا بعقد مؤتمر مجرد مساهمة منها، ولابد من أخد موافقة جميع الدول الأوروبية على ذلك، إضافة إلى أطراف الأزمة.وأوضح ماس، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد أمس الأول، أن «منطقة الشرق الأوسط تعاني أزمات كثيرة، والكويت تؤدي دوراً مهماً في حلها، مثل تدخلها في حل أزمة قطر، وهو دور لا يستغنى عنه، ونحن في أوروبا نتفق على أهمية حل هذه الأزمة، ومستعدون في ألمانيا لتقديم أي دعم للكويت من أجل حل النزاعات وتحقيق الاستقرار في المنطقة».
وأضاف أن «ألمانيا تساهم في حل قضايا اليمن وسورية، وسنعمل مع الكويت من خلال عضويتنا في مجلس الأمن من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لدمشق»، مؤكداً رغبة بلاده الجادة في تقوية وتعزيز التعاون مع الكويت من خلال انتداب الخبراء ودعم الشباب من دبلوماسيين ودبلوماسيات، «وسعداء لأننا وجدنا فيها شريكاً يؤمن بالحلول الإنسانية وبجدارة القانون الدولي».بدوره، ثمّن وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا البريطاني اليستر بيرت، أمس، الجهود التي تؤديها الكويت بقيادة سمو الأمير لإنهاء الأزمة الخليجية، والمحافظة على وحدة كيان مجلس التعاون. وشدد بيرت، غداة مشاركته في اجتماع مجموعة التوجيه المشتركة الكويتية - البريطانية، على أن بلاده تدعم حل هذه الأزمة، وبقاء كيان مجلس التعاون، معرباً عن أمله أن يشهد عام 2019 حلاً ينهي الخلاف، و«كلما كان الحل أسرع كان أفضل».وأكد أن «الكويت أدت دوراً كبيراً في بناء السلام والوساطة فيما يخص الملف اليمني»، مثمناً مساعداتها الحيوية جداً وجهودها الكبيرة في نقل الوفد الحوثي للمشاركة في مؤتمر استوكهولم».وأشاد بيرت بـ «جهود البلاد الاستثنائية في مجلس الأمن والمهمة جداً فيما يخص الملف السوري»، مبيناً أن «التصويت على قرار المجلس في نهاية هذا الأسبوع يعتبر أساسياً لدعم سورية».