سقوط مؤرخي نظام صدام!
كان للنظام البعثي أيام الطاغية صدام زبانية، وعملاء يخدمونه على حساب الحقيقة التاريخية، وبعد سقوطه حاولوا تبرير ذلك السلوك! وهدف الكتابة التاريخية الوصول إلى الحقيقة فهل بحث أولئك من أجلها؟! وأي صنف من المؤرخين يمكن تسمية هؤلاء سواء كانوا من حزب الطاغية، أو غيرهم من الذين كانوا مستفيدين من وجوده.
إن الحديث عن كوارث الطغاة يفرض ذكر أسمائهم، وبذلك نمجدهم ونستمر في ذكرهم, وتكرار ذلك بين الحين والآخر, وهذا ما يريده الطغاة من مغامراتهم ومنهم كان صدام حسين. لكن المشكلة تكمن فيمن عملوا مع ذلك النظام, ودافعوا عن تلاعبه بالتاريخ تحت مبررات الخوف أو الإغراء المادي أو غير ذلك، وقد كان للنظام البعثي أيام ذلك الطاغية زبانية، وعملاء يخدمونه على حساب الحقيقة التاريخية، وبعد سقوطه حاولوا تبرير ذلك السلوك! وهدف الكتابة التاريخية الوصول إلى الحقيقة فهل بحث أولئك من أجلها؟! وأي صنف من المؤرخين يمكن تسميتهم سواء كانوا من حزب الطاغية، أو غيرهم الذين كانوا مستفيدين من وجوده. بمناسبة ذكرى تحرير الكويت بين أيدينا كتاب لكتبة التاريخ أيام ذاك الطاغية عنوانه "الهوية العراقية للكويت"، تأليف د. محمود علي الداود، ود. مصطفى النجار، ود. عبدالرحمن العاني صادر في بغداد 1990م، وهذا ليس الكتاب الوحيد حول مطالبات النظام العراقي بالكويت، المشكلة في مثل هذه الكتب هي ليّ عنق الحقيقة لأغراض سياسية، ولسنا بصدد نقد محتوى هذه الكتب الآن، فهي لا تستحق جهداً لأنها توظيف سياسي لمطالب وأطماع انتهت بسقوط ذلك النظام، وكتبة التاريخ أمثال مؤلفي هذه الكتب.
بداية، الكتاب كان بعنوان "الكويت جزء من العراق قبل الإسلام, وفي العهود الإسلامية"... هذه البداية تدل على جهل بالتاريخ، فتاريخ الكويت حديثاً منذ ثلاثمئة سنة، وإن العراق نفسه كان لأربعمائة سنة تابعاً للدولة العثمانية وعهود إسلامية قبل ذلك، وأرض الكويت كانت منذ نشأتها جزءاً من سواحل الجزيرة العربية على رأس الخليج العربي.ثم ما حكاية المفاهيم والمغالطات التاريخية؟ كيف لنظام وكتبة التاريخ لديه أن يتحدثوا عن تبعية سياسية وهم يدعون لفكر ومبادئ قومية تربى عليها حزبهم؟! والغباء أن الكتاب قد نشر عدداً من الخرائط التركية العثمانية للعراق وشبه الجزيرة العربية، وتجاهل أن العراق كان تابعاً تبعية فعلية للدولة العثمانية في الوقت الذي كانت فيه الكويت أرض القبائل من ضمن الأراضي التابعة للدولة العثمانية اسمياً, وهناك فرق بين المصطلحين، وستخضع هذه الكتب للدراسة والنقد لاحقاً، لكننا نشير إليها هنا بمناسبة تحرير الكويت فقط، نريد القول بأن أشباه المؤرخين التابعين لذلك النظام قد سقطوا قبل سقوطه.