الله بالنور : وااا أسفاه!
لا شك في أن الكمّ الهائل من الفساد لم يبدأ اليوم أو أمس أو هذا العام أو قبل عشر سنوات، بل يرجع تاريخه إلى فترة قد تصل إلى منتصف الخمسينيات، ومستمر حتى الآن.فالحصول على أراضٍ بوضع اليد، والتثمينات الجائرة، وما جرى حولها من خراب بيوت، إلى مرحلة سرقة الناقلات والاستثمارات الخارجية، وأخيراً فضائح ضيافة الداخلية، التي جرَّت وراءها أسماء كبيرة في وزارة الداخلية، والآن فضيحة جديدة في المطافي وغيرها وغيرها... هذه كلها مؤشرات تدل على أن الفساد متجذِّر ومنتشر كشجرة "الكابرانكس"، التي لاموها على كل كارثة حصلت في التصريف الصحي وأساسات البيوت.ولكن لم يجرؤ أحدٌ أبداً على السؤال علانية، ولو لمرة واحدة؛ مَن أتى بهؤلاء الأفراد، ومعظمهم حرامية وفايحة ريحتهم من زمان؟!
والجواب بسيط وواضح، أن معظم هؤلاء يدَّعون أن مَن أتى بهم جهات عُليا، وأن مَن يحميهم من السُّلطة القضائية أيضاً جهات عُليا.هؤلاء الحرامية، هل فعلاً لديهم حصانة بالاختفاء وراء فرد أو أفراد من الجهات العليا، ولا نعلم ما هي هذه الجهات؟!طبعاً في بعض الحالات لم يقل القضاء كلمته، ولكن نعود للسؤال الأصلي الذي بدأنا به المقالة، ونسأل: من ياب الرجعان ولّا الحشاش ولّا الشيخ أحمد الخليفة وبقية المتهمين بسرقات المال العام وغيرهم؟! وإلى أن يبرئهم القضاء يحق لنا أن نسأل فعلاً: "من يابهم؟".لم يكونوا نبتة عشوائية، ولا يملكون مؤهلات خارقة، فهل مسح الجوخ والنسب والقرابة أتت بهم وبغيرهم مما أغرقنا في الفساد؟ فوا أسفاه!