أقامت قاعة بوشهري للفنون معرضاً نوعياً واستثنائياً يحتفي برواد الفن التشكيلي المعاصر في الكويت، الذين أثروا الساحة التشكيلية بأعمالهم التي جاءت بأشكال وأساليب مختلفة، من خلال تنظيم معرض جماعي لهؤلاء الرواد، احتفاء بمرور 40 عاماً على إقامة معرض الفنانين المتفرغين في المرسم الحر.

ومن خلال ما احتواه المعرض من أعمال تشكيلية متنوعة، يمكن استشراف التميز الذي ظهر جلياً في أعمال هؤلاء الرواد، وما تضمنتهم أعمالهم من ريادة حقيقية في مجالات الفنون التشكيلية، مما جعلهم في مصاف التشكيليين العرب، الذين لهم بصمات واضحة في تطور الفنون التشكيلية، واستخدامها في التعبير عن قضايا وهموم المجتمع، وإبراز الجوانب المضيئة في البيئة الكويتية، إضافة إلى الاحتفاء بعناصر التراث في مختلف أشكاله وأنواعه.

Ad

وأظهر المعرض أشكالاً فنية مفعمة بالحيوية والحركة، بفضل ما تضمنه من لوحات تؤرخ للفن التشكيلي الكويتي، وتساهم في تأكيد الهوية الكويتية، إلى جانب البحث عن موضوعات جديدة وأساليب متنوعة، ورؤى تكون فيها الحياة بموجوداتها، هي العنصر الرئيسي في مختلف الأعمال. وتحرص قاعة بوشهري للفنون على تنظيم هذا العمل بغية تذكير الأجيال المتعاقبة بالرواد في مجال الفنون والتشكيلية وأدوارهم الفنية والتاريخية في نهضة هذا الفن، الذي يحوي مختلف الرؤى والتطلعات الإنسانية.

وتقدم بوشهري عدداً كبيراً من الأعمال لفنانين كثر هم: أيوب حسين، وبدر القطامي، وجواد جاسم بوشهري، وخزعل القفاص، وخليفة القطان وسامي محمد، وسعاد العيسى، وصبيحة بشارة، وطارق السيد فخري، وعبدالحميد إسماعيل، وعبدالله القصار وعبدالله سالم، وعيسى بوشهري، وعيسى صقر، ومحمد الدمخي، ومحمود رضوان، ومساعد فهد، ومنيرة القاضي. وامتازت أعمال هؤلاء الرواد بالأصالة والمعاصرة، من خلال أعمال تشكيلية متناغمة مع ما يتطلبه الإنسان من جمال، وما تحتاجه المشاعر من رؤى فنية مفعمة بالرقة والجاذبية.

الفنانون المتفرغون

ويأتي المعرض في إطار الاحتفاء بذكرى مرور 40 عاماً على معرض الفنانين المتفرغين (المرسم الحر) مارس 1978، الذي أسسته إدارة المعارف وزودته بالخدمات والمتطلبات الفنية، وخصصت له أساتذة متخصصين في شتى مجالات التشكيل، إذ اعتبره الكثيرون العمود الفقري للحركة التشكيلية الكويتية، والذي آل فيما بعد إلى وزارة الإعلام فواصلت دعمه الأدبي والمادي ومنحت الفنانين التفرغ الكامل إلى أن ظهرت في تلك الأوقات تجارب واتجاهات فنية وصلت حد الإبداع مع ستينيات القرن العشرين".

ووزعت قاعة بوشهري - على هامش المعرض - كتيباً تذكارياً وتوثيقاً لهذه المناسبة ضم أسماء 19 فناناً وصوراً لبعض أعمالهم ليتعرف الجيل الشاب إلى تلك الريادات الإبداعية في الفنون التشكيلية، الذي جاء في تنوعه متضامناً مع مسيرة الفنانين التشكيليين الرواد، ومتحدثاً عن منجزاتهم الفنية وأعمالهم التي عبرت عن مدى التطور الذي لحق بالفنون التشكيلية في الكويت منذ القدم.