لماذا وافقت على إنتاج فيلم «ورد مسموم» رغم أن المخرج أحمد فوزي صالح قدمه قبل ذلك في مشروع تخرجه وفيلمه «جلد حي».
ثمة اختلاف كبير بين العملين. «جلد حي» فيلم تسجيلي عن حي المدابغ بمصر، فيما «ورد مسموم» رواية تحوّلت إلى فيلم سينمائي روائي. ثمة علاقة بينهما وهي الشغف بهذه المنطقة. وكان المخرج بداية هو المنتج الرئيس للفيلم، وكان بدأ به فعلاً وأخذ تمويلاً من الجهاز القومي للسينما بمشاركة شركة «البطريق»، قبل أن أتولى أنا الإنتاج.دخلت في الإنتاج إنقاذاً للموقف بعد تعثّر المخرج في إنتاجه بنفسه. ما الذي جذبك تحديداً إلى تجربة متعثرة؟شغف المخرج بالفيلم حمّسني، كذلك اختلاف الشكل السينمائي. وفقاً لرؤية الشركة، وجدنا أن المشروع يطمح إلى تقديم صورة سينمائية جديدة وتجربة مختلفة عن السائد.صورتم الفيلم في حي المدابغ. كيف كان رد فعل أصحاب المدابغ وهل واجهتكم مشكلات في التعامل معهم؟كان أهل المدابغ سعداء بنا ومتعاونين إلى أقصى حد، والدليل أن مخرج الفيلم أحمد فوزي صالح احتفل معهم بالفوز بثلاث جوائز من مهرجان القاهرة، فهؤلاء هم السبب الرئيس في خروج المشروع.
اسم وجوائز
هل كان لك تدخل في اسم الفيلم «ورد مسموم»؟لم أتدخل في الفيلم سواء اسمه أو طاقمه أو غيرهما. كانت تدخلاتي استشارية فحسب. واسم «ورد مسموم» جاء من خلال الرواية. وللأمانة، لم تكن ثمة نية في تغيير الاسم إطلاقاً، إذ يعبر تماماً عن الفيلم ولا أعتقد أنه يجذب أو ينفر الجمهور.يُوصف بعض الأفلام بأفلام المهرجانات. كيف ترى هذا التوصيف في ضوء فيلمك الجديد؟لا أرى أن توصيف فيلمي بفيلم مهرجانات إهانة أو اتهام. بل على العكس، يشرفني ذلك، فهو يشير إلى أن لجنة من المتخصصين رأت أنه مناسب للمشاركة في المهرجان، فضلاً عن حصده جوائز. من ثم، يؤكد ذلك أن الفيلم ذو صناعة جيدة ويستحق المشاهدة. كذلك لدينا أفلام كثيرة تصلح لتكون أفلام مهرجانات، بالإضافة إلى أنها جماهيرية. وأرى أن جزءاً من هذا التصنيف سببه أمور معقدة كالأحوال الاقتصادية، وابتعاد المشاهدين بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة عن الأفلام الثقيلة على عكس الأعمال التجارية.فاز الفيلم بثلاث جوائز في مهرجان القاهرة. لماذا لم يطرح في كثير من دور العرض التجارية لاحقاً.طرحنا الفيلم في سينما زاوية لأننا مدركون أن فيلمنا لا قاعدة جماهيرية واسعة له تسمح بعرضه في 30 قاعة مثلاً، كذلك استقبلته سينما الزمالك وسينما أكتوبر في بعض الحفلات حيث الجمهور متوافق مع مشروعنا.أفلام قصيرة وطويلة
قدمتم في مهرجان الجونة أفلاماً قصيرة مثل «شوكة وسكينة» لمنة شلبي و«ما تعلاش عن الحاجب» لأسماء أبو اليزيد. ما سر اهتمام شركتكم بهذه الفئة؟ليست المرة الأولى التي نقدم فيها هذه الفئة من الأفلام. عرضنا «حار جاف صيفاً» مع المخرج شريف البنداري، وكان الأول للشركة وشكّل شهادة تعارف بيننا وبين صانعي السينما على مستوى الإنتاج، وكان مشروع المخرج الذي حصل من خلاله على دعم جيد من الخارج، ما حفزنا لخوض تجارب أخرى.قدمنا هذا العام تجربتين، تحمس لهما كل من المخرج تامر عشري وهيثم دبور، وحرصنا على تقديم أفلام بإمكاناتنا المحدودة يشكل فخراً لنا.قدمتم مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة ما الجديد لديكم؟نعمل طوال الوقت على تقديم مشروعات ولا نكشفها إلا قبل التصوير بيوم واحد. ولكن عموماً ستشهد الفترة المقبلة مشروعات جديدة.انحسار الدراما
حول انحسار الدراما وهل سيصبّ في مصلحة السينما، يقول صفي الدين محمود: «لا أحب أن أقول رأيي في بعض الأمور، لكن ليس لدي اقتناع بهذا الأمر. أعتقد أن انحسار الدراما يصاحبه انحسار الصناعة كلها فيما أن موت الدراما لا ينعش السينما، ولا أرى أن أحداً يعمل في السينما لأنه لم يجد عملاً في الدراما».