لا يكتفي غراهام ألّيسون في كتابه «حتمية الحرب» بالتساؤل عما إذا كانت كل من واشنطن وبيجين تستطيع قيادة سفينة دولتها خلال تلك المياه الضحلة بأمان، ومن دون تصادم مع السفينة الأخرى، فهو يكشف كيف استطاع ذوو الحصافة والفطنة السياسية من القادة تجنُّب الحروب أربع مرات فقط، خلال خمسمائة عام. لهذا كان طبيعياً أن يصف الأكاديمي البارز كريستوفر رايخ «حتمية الحرب» بأنه «أطروحة مستفِزة حول واحدة من أشد قضايا السياسة الخارجية إلحاحاً، ونصٌ مشوِّق من الدرجة الأولى»، بينما يرى كيفين رود، رئيس وزراء أستراليا السابق أن «ألّيسون يرسم طريقاً لا غنى عنه، من أجل تجنُّب صِدامٍ كارثي، مؤكداً أنه سيكون موضوع دراسة، ومثار مناقشات، لسنوات طويلة».

Ad

فلسفة سياسية

جاءت النسخة المعربة من هذا الكتاب، متميزة إلى حد كبير. حرص د. إسماعيل بهاء الدين سليمان، كما فعل في ما ترجمه من كتب سابقة، على تعريب الكتاب لا ترجمته، فالكتاب مترجَم بلغة عربية متميزة لا يمكن أن نستشف منها أننا نقرأ عملاً مُترجماً عن لغة أجنبية. من ناحية أخرى، صبغ الـمُعرِّب الطبعة العربية بطابعه الشخصي كباحث أكاديمي وأستاذ جامعي، فجاءت زاخرة بنحو 250 تعليقاً، يشرح بعضُها ما أوجزه المؤلف من وقائع مهمة، ويفسر بعضُها ما يحتاج إلى تفسير، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا الفلسفة السياسية، ويردّ البعضُ الآخر على ما يحتاج إلى ردٍ وتعليق. وقد تجاوز حجم بعض تلك التعليقات نصف صفحة.

غراهام ألّيسون

مُنَظِّرٌ، وممارِسٌ مهم في مجال الأمن القومي المعاصر، بالإضافة إلى كونه واحداً من أساطين علم التاريخ التطبيقي. يشغل حالياً منصب مدير مركز بلفِر للعلوم والشؤون الدولية بمدرسة كينيدي التابعة لجامعة هارفارد الأميركية وهو مؤسس وعميد هذه المدرسة. وقد عمل مساعداً ومستشاراً لوزراء الدفاع في عهد جميع الرؤساء الأميركيين من رونالد ريغان إلى باراك أوباما.

إسماعيل بهاء الدين سليمان

إعلامي وكاتب ومترجم مصري، عمل مذيعاً ومحرراً ومخرجاً في الإذاعة المصرية. في منتصف التسعينيات، انتقل إلى الولايات المتحدة حيث عمل مراسلاً لعدد من الشبكات الإذاعية والتلفزيونية العربية. وفي نهاية التسعينيات، التحق بإذاعة الأمم المتحدة/القسم العربي، التي تبث إرسالها من نيويورك إلى الدول العربية، حيث تولى رئاسة هذا القسم في عام 2006. ثم أرسلته المنظمة الدولية إلى لبنان للعمل في لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وفي نهاية عام 2008، تقاعد مبكراً ليتفرغ للكتابة والترجمة، بالإضافة إلى التدريس في كليات الإعلام في الجامعات المصرية.

مؤلف «موسوعة الشاشة الكبيرة» الصادرة في 1750 صفحة من القطع الكبير، عن دار «مكتبة لبنان ناشرون» 2012. وصدر له في الترجمة: «صناعة الأفلام رقمياً: دليل عملي»، تأليف صونيا شينك وبِن لونغ، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2016؛ و«عالم في حيص بيص» تأليف ريتشارد هاس، دار الكتاب العربي، بيروت 2017. كذلك أصدر مجموعتين قصصيتين، ويستعد لإصدار مجموعة ثالثة، بالإضافة إلى ديوان شعري.