عُقد مؤتمر الصهيونية الأول بمدينة بازل في سويسرا من 29 إلى 31 أغسطس 1897 بزعامة تيودور هرتزل، وكان هدفه إيجاد وطن قومي لليهود، إما في فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا، ونجح هذا المؤتمر في إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ أهدافه، ومن أهمها إيجاد وطن قومي لليهود، وتشكيل المنظمة الصهيونية العالمية بقيادة هرتزل.ثم دعا رئيس وزراء بريطانيا كامبل ليبرمان عام 1907 إلى مؤتمر آخر حضرته 7 دول أوروبية، وقال لها: "نحن بدأنا نضعف وبيننا خلافات كبيرة وإذا كنتم تريدون البقاء على القمة فعليكم الانتباه"، ووزع على كل الوفود خريطة للوطن العربي، وذكر أن "هذه المنطقة في الخريطة هي سر ضعفنا وقوتنا، إنهم العرب، دينهم واحد ولغتهم واحدة وتاريخهم واحد، ويتقاتلون على الماء، إنهم يمتلكون جميع مقومات النهضة التي لا تمتلكها أوروبا"، وهي التي ذكرتها سابقاً، دينهم واحد ولغتهم واحدة، مع موقع جغرافي يطلون به على أوروبا والهند وإفريقيا، ويمتلكون مواد الخام التي سيحتاجها الغرب، وهم لا يحتاجون إلا إلى قيادة صالحة توحدهم لينهضوا ويشكلوا خطراً على أوروبا ويسيطروا على العالم"، لذلك قال لهم: علينا أن نزرع جسماً غريباً، أهدافه فصل المشرق عن المغرب، على أن يكون ولاؤه للغرب، من أجل أن يجعل تلك المنطقة في حالة لا توازن، لأن التوازن يولد الاستقرار، والاستقرار يولد نهضة، و"نحن لا نريد للعرب أن ينهضوا".
هذا المؤتمر كان القاعدة والأرضية التي رسختها اتفاقية "ليبرمان"، لتأتي بعدها اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، إداركاً بأن نهضة هذه المنطقة ستكون على حساب أوروبا، فإما أن يتركوا لينهضوا، أو يزرع لهم جسم غريب ليحقق الغرب أهدافه. هذه نبذة عن سبب تشتت العرب وبعد أن أصبحت أميركا قوة عظمى وسيطر اللوبي الصهيوني على قرارها تبنت نظام شاه إيران كشرطي في المنطقة، ثم حدث توافق إيراني - أميركي عام 2001، حيث أصبح بينهما اتفاق على إسقاط "طالبان" في أفغانستان، ثم إسقاط النظام العراقي البائد، ثم تبنت بموجبه إيران نظرية "أم القرى" التي وضعها البروفسور محمد جواد لاريجاني ويحتاج تنفيذها إلى 50 سنة كحد أقصى بدأت بأحداث البحرين، وتنتهي باحتلال مكة والمدينة، وما تسليم العراق إلى إيران إلا دليل على صحة كلامي. وقد صرح علي لاريجاني عام 2015 بأن "على العالم أن ينسي أن هناك دولة اسمها العراق، فقد اتفقنا مع الولايات المتحدة أن نضم إلى إيران المساحة من سامراء العراق إلى الفاو، مع ضم إقليم السنة إلى سورية"، ومن يشكك في صحة كلامي فليقارن بين تعامل أميركا مع كوريا الشمالية وإيران، كما أن أميركا هي التي ساهمت في بقاء ميليشيا الحوثي، حيث رفعت فيتو ضد تحرير صنعاء وتعز وميناء الحديدة لتكون تحت سيطرة تلك الميليشيا، أما في سورية فنظامها استمد قوته من تردد أميركا بتنفيذ تهديدات كانت لذر الرماد في أعين العرب، فسلمت سورية كما سلمت العراق لإيران.
مقالات - اضافات
العرب أداة... لمصائبهم
21-12-2018