سجلت خروقات تمثلت في قصف مدفعي متبادل بين طرفي الصراع اليمني أمس، في ثالث أيام الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.

لكن الهدنة، التي تهدف إلى إنقاذ المدينة المطلة على البحر الأحمر ومينائها الحيوي لملايين اليمنيين، صمدت، بانتظار وصول فريق من الأمم المتحدة لترؤس لجنة مشتركة ستعمل على منع اتفاق وقف إطلاق النار من الانهيار.

Ad

وشهد اليوم الثالث اشتباكات جديدة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المقربين من إيران، بعد أسبوع من التوصل إلى اتفاق الهدنة خلال مشاورات السلام التي عقدت بالسويد.

وقال مسؤول في القوات الموالية للحكومة إن المتمردين قصفوا في وقت متأخر أمس الأول مواقع للقوات الحكومية عند أطراف مدينة الحديدة، انطلاقا من شارع ومن مركز أمني، ما أدى إلى إصابة 4 عناصر من القوات الحكومية بجروح.

وبحسب المسؤول، فإن القصف المتبادل استمر "نصف ساعة"، مؤكدا أن هدوءا حذرا ساد شوارع المدينة أمس، لكن اشتباكات تدور في مناطق أخرى من المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وتقع جميعها جنوب مدينة الحديدة، بينها التحيتا وحيس وبيت الفقيه.

وجاء صمود الهدنة غداة إعلان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن رئيس "لجنة إعادة الانتشار" الجنرال باتريك كاميرت عقد الاجتماع الأول للجنة من نيويورك أمس الأول، عبر تقنية الفيديو لـ"بحث الخطوط العامة لعملها، بما في ذلك مدونة قواعد السلوك".

وبحسب دوجاريك، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "يضغط بشدة"، لضمان نشر الفريق الأممي بأسرع وقت، مضيفا أن كاميرت سيتوجه إلى عمان، حيث يقع المكتب الإقليمي لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، قبل أن يسافر من هناك إلى العاصمة اليمنية صنعاء ثم الحديدة.

وتوقع مصدر في الأمم المتحدة أن يصل الجنرال الهولندي إلى عمّان اليوم، لافتا إلى أن موعد سفره إلى اليمن "يعتمد على الترتيبات اللوجستية والرحلات المتوفرة".

في هذا السياق، أكد العميد أحمد الكوكباني، أحد ممثلي الجانب الحكومي في اللجنة، أن كاميرت "ناقش مهام وأسس عمل اللجنة خلال المرحلة المقبلة، وطلب من الأعضاء الاجتهاد والمساعدة في تهدئة الوضع ورفض الخروقات" للاتفاق.

وأضاف الكوكباني أن رئيس اللجنة أصر على "موقف المجتمع الدولي في إنجاح اتفاق الحديدة المنبثق عن مشاورات السويد".

وأفاد دبلوماسيون في نيويورك بأن أعضاء مجلس الأمن يخوضون منذ نحو أسبوع مفاوضات شاقة حول مشروع قرار بشأن اليمن، يهدف إلى المصادقة على ما حققته المباحثات في السويد بين طرفي النزاع، وإجازة نشر المراقبين في البلد العربي الفقير.