هل تجاهل ترامب مستشاريه وفاجأ قادته العسكريين؟

نشر في 21-12-2018
آخر تحديث 21-12-2018 | 00:00
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
تفيد تقارير بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاهل كبار مستشاريه للأمن القومي، وفاجأ قادته العسكريين على الأرض، وصدم أعضاء الكونغرس وحلفاءه بقراره سحب القوات من سورية، الذي قلب السياسة الأميركية في الشرق الأوسط رأسا على عقب.

وقال مسؤولان كبيران إن ترامب مضى قدما في قراره بالأسابيع القليلة الماضية، رغم محاولات كبار مستشاريه إثناءه، عازما الوفاء بتعهد انتخابي بتقليص المشاركة العسكرية الأميركية في الخارج.

ووفق مسؤول بارز سابق في إدارة ترامب، فإن القرار اتخذ أساسا قبل نحو عامين، وترامب تجاهل أخيرا ما اعتبرها نصيحة غير مقنعة بالإبقاء على القوات.

وقال المسؤول السابق، المقرب من البيت الأبيض، إن «الرئيس انتصر. كان يميل دائما إلى عدم البقاء هناك»، مضيفا أن مجموعة متنوعة من كبار مستشاريه نصحوه بعدم الانسحاب، وأشار إلى أن ترامب كان يسأل في اجتماعاته مع مستشاريه «ما الذي نفعله هناك؟ أعلم أننا هناك لقتال داعش، لكننا فعلنا ذلك. والآن ماذا؟».

وفهم ترامب وجهات نظر كبار مستشاريه بأن القوات الأميركية ليست على الصفوف الأمامية، وأن عددها لا يتجاوز ألفي جندي، وأن وجودها يعزز بدرجة كبيرة القوات المحلية، لكنه رفض ذلك قائلا إنه كان يريد الانسحاب فور سقوط الرقة وغيرها من معاقل التنظيم المتشدد.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم نشر اسمه، إن قادة الجيش الأميركي أبدوا قلقهم للإدارة بشأن ما قد يعنيه الانسحاب السريع للقوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة، مؤكدا أن خطة الانسحاب باغتت القادة العسكريين.

وكتب جاك كين، النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش، على «تويتر»، ان ترامب «دمر الملاذ الآمن لداعش في سورية، وسيخسر السلام بالانسحاب».

وأضاف كين، الذي ينظر إليه باعتباره خليفة محتملا لوزير الدفاع جيمس ماتيس، «التنظيم سيعاود الظهور، وإيران التي تمثل تهديدا أكبر ستهيمن على سورية بالكامل، وإسرائيل ستكون في خطر أكبر».

ومثل خبراء آخرين يقول كين، وهو محلل لدى «فوكس نيوز»، إن ترامب، بقرار الانسحاب، يتخلى عن قدرة واشنطن على القيام بدور رئيسي في التوصل إلى تسوية للحرب الأهلية السورية.

وذكر تشارلز ليستر، الخبير في معهد الشرق الأوسط، أن القرار «يهدم محور سياسة إدارة ترامب، وهو احتواء إيران»، معتبرا أن «سورية هي جوهرة التاج في استراتيجية إيران الإقليمية».

ورفضت إدارة ترامب وجهة النظر هذه، وقال مسؤول بارز في الإدارة: «هذه القوات التي ننشرها في سورية لم تكن قط هناك لمواجهة إيران. كانت هناك لتدمير دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية».

وشكا نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أنهم لم يطلعوا مسبقا على القرار. وقال الجمهوري جيف فليك، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن أعضاء المجلس الجمهوريين أبدوا خيبة أملهم أثناء غداء مع مايك بنس نائب الرئيس.

back to top