تمددت رقعة الاحتجاجات المتفرقة التي يشهدها السودان منذ أيام، ضد تردي الأوضاع المعيشية وندرة المواد الغذائية الأساسية، ووصلت إلى العاصمة الخرطوم أمس.

وزادت حدة العنف، خلال تظاهرات أمس الأول وأمس، على ارتفاع الأسعار وأزمة السيولة ونقص الخبز، وردد المحتجون هتافات تضمنت «الشعب يريد إسقاط النظام»، وأغلقوا شارعاً رئيسياً بالخرطوم، قبل أن تفرقهم شرطة مكافحة الشعب.

Ad

ولقي عدد من السودانيين حتفهم برصاص الشرطة، أثناء تفريق تظاهرة في ولاية القضارف، شرقي البلاد، أمس، وأحرق محتجون مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدينة دنقلا، غداة تظاهرات تخللها إحراق مقر آخر في مدينة عطبرة الرئيسية، شمالي البلاد.

واضطرت السلطات، أمس الأول، إلى فرض حظر تجول في عطبرة، وإغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى، للسيطرة على الوضع وحماية المقرات الحكومية.

ومع زيادة سخونة التحركات الشعبية غير المنظمة، اضطرت السلطات الأمنية إلى رفع درجة الاستعداد للون الأحمر، ما يعني «وجود خطر بالغ»، لمواجهة آثار الغضب الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، من غلاء في الأسعار، وشح في الخبز والمحروقات.

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن مثل مدني، وبورتسودان، التي تضم الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر، وشارك فيها طلاب من مختلف المراحل، وأغلقت الأسواق والمحال، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن. وشهدت مدينة النهود بولاية شمال كردفان تظاهرات منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، بالتزامن مع وصول رئيس الجمهورية زعيم الحزب الحاكم عمر البشير لحضور عرض عسكري جوي.

واتهم المتحدث باسم الحزب الحاكم إبراهيم الصديق، المحتجين بالتأثر بتوجيهات حزب «عقائدي عجوز»، في إشارة إلى زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، الذي عاد مساء أمس الأول للبلاد، بعد غياب عام.