ما بين الحين والآخر أصبحنا مع موعد لمفاجآت جديدة ومن العيار الثقيل حول وجود "بلاوي" وفضائح لم تكن في الحسبان وشبهات تدور حول محور فساد أموال أو غسل أموال أو تجاوزات مالية، وكلها لا يزال طبعاً في دائرة الاتهام، وحتى الآن لم يثبت الأمر فعلياً من قبل جهات الاختصاص، ولكن: لماذا كل هذا التسابق حول الفساد المالي الذي استشرى بصورة مخيفة تقف وراءه أطراف أيضاً مخيفة، وكأن هناك من يستهدف مجتمعنا لبث سمومه فيه وتشجيع سياسة البطش المليوني والاختلاس من أي منفذ كان سواء عبر غسل الأموال أو استغلال بعض المناصب لسلب ما يمكن سلبه، بحجة أن الأمر غير مقصود، والأموال دخلت في بعض الحسابات من باب النسيان، وليس القصد الاستيلاء عليها، وكأننا أمام مشاهد سينمائية وأفلام كنا نتابعها في الزمن الجميل ونتعاطف مع البطل الذي لا يموت عادة باستثناء بعضها، فنذرف الدموع تعاطفاً معه دون أن ندرك أنه مجرد فيلم من وحي خيال المؤلف الذي اعتاد لفت جمهوره بأحداث درامية، ولكن يبدو أن هناك من تأثر بكل هذه الأحداث وعاش الدور لينفذ المشاهد على أرض الواقع دون أن يضع عليها أي رتوش. وما نسمعه خلال هذه الأيام من فضائح تقف عنده علامات استفهام كثيرة حول من يقف وراء كل هذه الأحداث ومن يتعمد تفشي مثل هذه السلوكيات الشائنة؟ وأين هي الأجهزة الرقابية المختصة عند وقوع الجريمة؟ ولماذا لم تتصد لها منذ البداية؟ لاسيما أن انكشاف بعض الأمور أصبح يأتي إما من باب المصادفة أو عبر مغرد مجهول الهوية أو تسريب معلومات لأحد المتنفذين أو النواب.
إن استمرار مثل هذه الأحداث أصبح يشكل خطراً حقيقياً وهاجساً مؤرقاً يوجب ضرورة محاسبة كل من تتلوث يده فيها والكشف عن أي متورط مهما كانت صفته، لأن استغلال المنصب لتضخم بعض الحسابات هو اختلاس من أموال الدولة، مما يشكل جريمة مكتملة الأركان، لاسيما أن القاعدة أصبحت تتسع بصورة أكبر لتشمل بعض المنافذ لتمرير عمليات الغسل والتنشيف وشفط الأموال.المشكلة الأخطر أن هناك من اصطنع واختلق بعد الجوانب في قضايا الكسب غير المشروع وبحجج واهية رغم أن مصادرها انكشفت واتضحت بعد تتبعها والوصول إلى مصدرها، ولكن الأهم هو أن الوصول إلى بعض المستفيدين أصبح يقود إلى آخرين لتنكشف مفاجآت وأحداث أخرى، فنجد أن العملية أكبر مما نتصور، ولا يزال المسلسل مستمراً والأحداث تزداد إثارة لأن النهاية مازالت حلقتها مفقودة.آخر الكلام :هل نحتاج إلى كميات من المنظفات والغسالات لتطهير بعض الأموال؟
مقالات - اضافات
شوشرة: غسل وتنشيف
22-12-2018