ترامب يسحب نصف الجنود من أفغانستان... وماتيس يستقيل

• «قرار سورية» يشمل التنف
• إصرار فرنسي على إنهاء المهمة
• قلق ألماني- هولندي من واشنطن

نشر في 22-12-2018
آخر تحديث 22-12-2018 | 00:04
على غرار سورية، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب نصف القوات المنتشرة في أفغانستان، في حين قدم وزير دفاعه جيمس ماتيس استقالته، في اعتراض ضمني على رؤيته في بعض القضايا، وعلى رأسها سورية وأفغانستان.
مع اتجاهه إلى سحب نحو 7 آلاف جندي من أفغانستان، على غرار قرار الانسحاب المفاجئ والكامل من سورية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الخميس- الجمعة أن وزير دفاعه جيمس ماتيس "سيترك منصبه بشرف كبير في نهاية شهر فبراير المقبل".

وكتب ترامب، على موقع "تويتر"، "الجنرال ماتيس قدم خدمات على مدى عامين في إدارتي وكان عوناً كبيراً لي في جعل الحلفاء ودول أخرى يدفعون حصتهم من الالتزامات العسكرية"، مؤكداً أن اسم وزير الدفاع الجديد سيتم إعلانه في وقت قريب جداً.

ونشر ماتيس رسالة استقالته، التي أعرب فيها عن شكره لترامب لمنحه شرف تولي منصب وزير الدفاع. وقال: "أعتقد أن مغادرتي لمنصبي سيكون قراراً صائباً، لأنه من حقكم (ترامب) العمل مع وزير دفاع قريب من أفكاركم".

واعتبر ماتيس أن القوة الحقيقية للولايات المتحدة نابعة من كيانها المستند إلى الشراكات وعلاقاتها مع حلفائها ولا يمكن أن تحمي مصالحها دون احترام حلفائها.

ولفت إلى تصاعد التوتر مع روسيا والصين، مؤكداً ضرورة أن تكون واشنطن حازمة في موقفها حيال هذين البلدين، وتسخير كافة عناصر قوتها من أجل الدفاع المشترك.

الانسحاب الثاني

وفي ظل تأكيد التقارير على انزعاج ماتيس من قرار الانسحاب من سورية واعتراضه على رؤيته التي تشمل أيضاً وقف الغارات الجوية على تنظيم "داعش"، أمر ترامب بتنفيذ عملية وشيكة لسحب نحو 7 آلاف جندي من أفغانستان.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مستشار للرئيس طلب عدم ذكر اسمه، أن ترامب يضغط على مستشار الأمن القومي جون بولتون لإجراء هذه التحركات لكن بولتون مازال يقاوم هذا المنحى.

كما نسبت الصحيفة الى مسؤول كبير في الإدارة طلب أيضاً عدم الكشف عن هويته تأكيده أن "مسؤولين أميركيين آخرين ما زالوا يحاولون تغيير رأي ترامب" حيال هذه المسألة.

وأوضحت التقارير أن أكثر من سبعة آلاف جندي من إجمالي القوات الأميركية في أفغانستان البالغ قوامها 14 ألف فرد سيشرعون في العودة إلى الولايات المتحدة خلال الأسابيع القادمة.

وفي عام 2002، دخل نحو 130 ألف جندي دولي أفغانستان في أعقاب التدخل العسكري للقوات الأميركية للإطاحة بحكومة طالبان. ومنذ ذلك الحين، قتل ما يقرب من 2500 جندي أميركي خلال الحرب.

قرار فادح

وفيما أشاد حلف شمال الأطلسي بإسهامات ماتيس لإبقاء "الناتو" قوياً، قدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي التحية لنظيرها الأميركي، ووصفته بأنه "جندي عظيم" و"شريك في كل الظروف" "الجندي العظيم والشريك في كل الظروف".

واعتبرت بارلي أن ترامب اتخذ "قراراً فادحاً جداً" بالانسحاب من سورية، مؤكدة أن "باريس لا تتفق مع شريكتها واشنطن في التحليل بأنه تم القضاء على داعش، وأنها مصرة على إنهاء عملها، كي لا يعود خطر نشاط التنظيم".

قلق غربي

وفي حين نبهت بالي إلى أنه لا يزال أمام التحالف الدولي "لمكافحة الإرهاب" "مهمة ينجزها" على الرغم من "قرار ترامب الثقيل"، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية من تداعيات الانسحاب الأميركي على العملية السياسية في سورية.

وأعربت وزيرة الدفاع الهولندية أنك بايليفلد عن "القلق" من خطط إدارة ترامب، مبينة أن "داعش لم يهزم تماماً بسورية والخطر لم ينته"، كما أن قرار خفض القوات الأميركية في أفغانستان "سابق لأوانه" في ظل الوضع الأمني.

حلفاء واشنطن

أبلغ الجيش الأميركي حلفاءه في فصيل "جيش مغاوير الثورة" العامل في منطقة التنف، التي تعد مركز ثقل واشنطن على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، بأن قرار الانسحاب يشمل كامل مناطق سورية ولا يقتصر على منطقة دون غيرها.

ورفضت القوات الأميركية الموجودة في قاعدة لها بريف الرقة الشمالي استقبال أو الحديث مع العشرات من أهالي المنطقة المحتجين على خروجها من سورية.

وزار فرنسا أمس، وفد من التحالف الوطني الكردي السوري، الذراع السياسية لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي جددت تهديداتها بالانسحاب من جبهات دير الزور في حال شنت تركيا هجوماً عليها، للتباحث مع المسؤولين الفرنسيين حول تبعات القرار الأميركي.

وبعد أن كانوا من بين أكبر الرابحين في الحرب السورية، سيصبح الأكراد أكبر الخاسرين من قرار الولايات المتحدة، التي ساعدتهم في المعركة ضد متشددي "داعش" وفي ردع أنقرة ودمشق.

أنقرة وموسكو

ورحب وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أمس بقرار سحب القوات الأميركية من سورية، مطالباً واشنطن بأن تنسق الانسحاب مع أنقرة.

وغداة إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان تشكيل آلية ثلاثية بين تركيا وإيران وروسيا للعمل على إرساء الأمن في سورية، أشار الموفد الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلى أن موسكو ستراقب عن كثب كيف ستطبق واشنطن قرار سحب قواتها من سورية.

وأكد إردوغان، أنه سيؤجل العملية العسكرية المقررة في شمال شرق سورية، لكنه لن ينتظر "إلى أجل غير مسمى" لتطهير المنطقة الحدودية من المسلحين الأكراد وفلول "داعش".

الأمن الأفغاني

وفي كابول، أكد نائب رئيس الأركان الأفغانية والناطق باسم الرئيس هارون تشاخانسوري أن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية لن يؤثر على الوضع الأمني، مشيراً إلى أن السلطات فرضت سيطرتها بصورة كاملة على كافة العمليات في جميع الأنحاء على مدى الأربعة أعوام ونصف الماضية.

لكن المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع ظاهر عظيمي، حذر من أن الانسحاب المحتمل قد يؤثر على قدرات القوات الأفغانية على شن غارات ليلية فعالة، مشيراً إلى أهمية الدعم الجوي الأميركي للقوات البرية الأفغانية.

back to top