حكومة لبنان في لحظات المخاض الأخيرة

الحريري طرح على «الاشتراكي» استبدال حقيبة الصناعة بالبيئة

نشر في 22-12-2018
آخر تحديث 22-12-2018 | 00:03
الحريري متوسطاً قادة الجيش و«يونيفيل» في السراي الكبير أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري متوسطاً قادة الجيش و«يونيفيل» في السراي الكبير أمس (دالاتي ونهرا)
يترقّب اللبنانيون تصاعد الدخان الأبيض، إيذاناً بولادة الحكومة المُنتظرة منذ أكثر من ستة أشهر، اختلط فيها حابل السياسة والشروط والأحجام بنابل الطائفية والمماحكات المذهبية. وفي الوقت الذي كانت تحلّ فيه عقدة توزير سنّي، من قوى «8 آذار»، وفي إطار البحث عن مخارج تفصيلية أخيرة لتوزيع الحقائب، برزت مشكلة حول وزارتي البيئة والصناعة.

وأشارت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، امس، إلى أن «الرئيس المكلف سعد الحريري قدّم اقتراحاً إلى رئيس مجلس نبيه برّي، للحصول منه على تنازل عن حقيبة وزارة البيئة. لكن برّي رفض ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أنه اتفق مع الحريري منذ زمن على هذا الموضوع». وأضافت: «بعد رفض برّي، عاد الحريري واقترح على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط التنازل عن وزارة الصناعة، لتكون من حصة الرئيس نبيه بري، مقابل الحصول منه على وزارة البيئة بالمقايضة. لكن طرح الحريري جُوبه برفض اشتراكي قاطع».

وقالت المصادر: «يعتبر الاشتراكيون أن الحريري يتراجع عن اتفاق مسبق، كان قد أبرمه مع كل من بري وجنبلاط، وذلك في سبيل تعزيز حصته»، مضيفة: «لم تؤثر تلك العقدة على الأجواء الإيجابية ولن تقف حجر عثرة بوجه التشكيل».

وتابعت: «مع أن جودا عدرا ليس محسوبا على حزب الله، فهمُّ الحزب لم يكن شخصية الوزير بقدر ما هو تسجيل الهدف في مرمى الحريري عبر كسر احادية المستقبل داخل الطائفة السنية، الى جانب حجب الثلث المعطل عن التيار الوطني الحر، حتى انه لا يبدو يعير اهتماما لمصير اللقاء التشاوري، ولو انه يناصره في العلن، بحيث بات كالزوج المخدوع».

في موازاة ذلك، طمأن عضو «اللقاء التشاوري» النائب فيصل كرامي، في تصريح له بعد اجتماع للقاء، أمس، اللبنانيين «حول أن اللقاء التشاوري للنواب السنة عكسا لما أشيع، هو موحد بأعضائه وموقفه موحد»، مؤكداً أن «اللقاء ملتزم بالمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتابعها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وتتضمن أن يتمثل اللقاء في الحكومة بوزير حصرا من حصته».

وأشار إلى أن «الحكومة يمكن أن تولد بعد ساعة واحدة، إذا صفت نوايا المعنيين بتشكيل الحكومة»، مشددا على أن «نية اللقاء صافية مئة في المئة، ونحن قدمنا 4 أسماء في عهدة الرئيس، وأحدهم هو جواد عدرا، وإذا وافق الرئيس سيصبح هو وزير اللقاء».

وردا على سؤال قال كرامي: «النائب قاسم هاشم مقتنع بتمسية عدرا، وأنا موافق عليه، وهو رجل جيد ويتمتع بالمواصفات المطلوبة ليمثل اللقاء التشاوري»، موضحا أن «هناك اتصالات مع عدرا، والشرط الاساسي ليمثلنا هو أن يكون عضوا باللقاء التشاوري».

وعن لقاء الرئيس الحريري، علق كرامي قائلا: «موضوع لقاء الحريري، أو عدمه، ليس شرطا... اذا التقينا خير وبركة، واذا اتفقنا وتم توزير عضو من اللقاء التشاوري في الحكومة، نعتبر أن هذا اعترافا من الجميع باللقاء»، مؤكدا أنه «بالنسبة لي، لا شيء شخصي مع الحريري، ونحن لا نريد كسر رئيس الحكومة ولا كسر أحد، نريد حقنا الشرعي بأن يتم تمثيلنا بالحكومة».

back to top