أكثر من 48 سنة على رحيل عبدالناصر، ولا أريد هنا أن أصف ما نحن عليه وأقارن بين ما كنا عليه في زمن ناصر وهذا الزمن، لكنني سأنقل لكم رسالة نزار قباني التي كان قد بعث بها إلى عبدالناصر يوم نشر قصيدةً على هوامش دفتر النكسة فاتُّخذ قرار في مصر بمنع قصائد نزار قباني ودواوينه والأغاني التي غُنيت له، فبعث نزار قباني برسالة إلى عبدالناصر جاء فيها: "سيادة الرئيس جمال عبدالناصر...
في هذه الأيام التي أصبحت فيها أعصابنا رماداً وطوقتنا الأحزان من كل مكان، يكتب إليك شاعر عربي يتعرض اليوم من قبل السلطات الرسمية في مصر لنوعٍ من الظلم لا مثيل له في تاريخ الظلم... فالقصيدة التي أودعتها خلاصة ألمي وتمزقي، وكشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية لاقتناعي أن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهرب، وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا... وإذا كانت صرختي حادة وجارحة بحجم الطعنة ولأن النزيف بمساحة الجرح.من منا يا سيادة الرئيس لم يصرخ بعد 5 حزيران... من منا لم يخدش السماء بأظافره...من منا لم يكره نفسه وثيابه وظله على الأرض...يا سيدي الرئيس لا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه، والمجروح على جراحه، ويسمح باضطهاد شاعر عربي أراد أن يكون شريفاً وشجاعاً في مواجهة نفسه وأمته، فدفع ثمن صدقه وشجاعته.يا سيدي الرئيس لا أصدق أن هذا يحدث في عصرك لا أصدق".نزار قباني ***• فما كان من عبدالناصر بعد أن قرأ رسالة الشاعر نزار قباني إلا أن أصدر أوامره برفع أي حصار على الشاعر نزار قباني، ثم توجه إليه بدعوة رسمية لزيارة القاهرة والالتقاء به، وكان أول ما قاله لنزار قباني: - أنا من عُشاق شعرك، ولم أكن لأسمح أن يصدر قرار بمنع دخول نزار قباني وعطاءاته إلى مصر، ولكنني عندما قرأت رسالتك بحثت الموضوع عمن أصدروا مثل هذا القرار فوجدتهم لا يعرفون من هو نزار قباني... فأهلاً بك يا أبا توفيق في وطنك.• رحمك الله أيها القائد جمال عبدالناصر.
أخر كلام
رسالة من نزار قباني لعبدالناصر!
22-12-2018