نقطة: عبودكا والإخوان وقصص أخرى
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
أما مطالبة السادة نواب "الأستانة" في جوهرها، رغم ادعاءات تفريغ الدستور والمواقف المتناقضة منذ أيام خلف دميثير، فهي دعوة للتمييز بين الناخب والنائب، بحيث إذا ما صدر بحقك كمواطن حكم جنائي فلابد أن تنفذه شئت أم أبيت، أما إذا كنت عضو مجلس أمة وسرقت أو نصبت نصباً عقارياً أو واقعت أنثى بالحيلة، فمن حقك التمترس خلف حصانتك والتمسك بعضويتك، رغم سقوط شروط توافرها، وتتوكل على الله بعدها وترفع شعارات العدالة والمساواة والحريات، وبقية الحزمة من الكلمات الكبيرة المحفوظة من دون فهم.المشكلة ليست فيما قاله عبودكا، المشكلة بكثرة عدد المحامين في البلد، فسياسة التعليم العالي والابتعاث، إن كان هناك سياسة أساساً، لم تكن تتوافق مع متطلبات سوق العمل، فزاد عدد خريجي الحقوق عن الحاجة الفعلية، حتى تحولت مهنتهم لمهنة من لا مهنة له، ومن لا مهنة له يحتاج إلى دعاية وشهرة وعمل للشعور بالأهمية والقيمة، ولذلك زادت مثل هذه القضايا في السنوات الأخيرة. والمشكلة الأخرى ليست بحكم المحكمة الدستورية، بل بالحزبي المؤدلَج الذي يحاول دائماً أن يلوي عنق ما تعلّمه لمصلحة أفكاره ومصالح حزبه، لا العكس، فلا فائدة ترجى بعدها من علمه وشهادته والدكتوراه التي حصل عليها، والجهل عندئذ قد يكون أنفع وأصدق.