لم يكن المصري كمال عبدالمجيد (66 عاماً) يتخيل أن يضيع من عمره 45 عاماً خلف أسوار السجن بسبب "بقرة"! حيث يقول الرجل، الذي حصل على عفو رئاسي قبل أيام، "في عام 1972 كنت شاباً في الحادية والعشرين، حين وقعت مشاجرة بين عائلتنا في قرية الديابات، التابعة لمحافظة سوهاج (بصعيد مصر)، وعائلة أخرى من جيراننا، بسبب دخول بقرة طائشة مملوكة لنا أرضهم فدهست النباتات".

وأضاف عبدالمجيد، لـ"الجريدة"، "انتهت المشاجرة بمقتل والدي، وبعدها ثأرت له بقتل اثنين من رجال عائلة الخصوم، وصدر ضدي حكمان بالسجن المؤبد بإجمالي 50 سنة".

Ad

وتابع: "أثناء وجودي في السجن علمت أن شخصاً من عائلة خصومي حُكم عليه، ودخل نفس السجن، فترصدت له وقتلته باستخدام ملعقة حولتها إلى سكين حاد، ليصدر ضدي حكم آخر بالسجن مدة 15 عاماً".

وحصل عبدالمجيد على عفو رئاسي، أخيراً، تلاه عقد صلح مع عائلة الخصوم، لكنه يشعر بالندم لضياع سنوات عمره: "ثأرت لوالدي، لكنني فقدت كل شيء، حتى أمي ماتت أثناء وجودي في السجن، ولم يعد لي سوى شقيقتي الصغرى التي أقيم في بيتها الآن، بعد تهدُم بيتي القديم". واستدرك: "أحلم أن أبدأ حياة جديدة، وأبحث عن فتاة شابة أتزوجها وأنجب منها طفلاً يحمل اسمي، وتستكمل هي تربيته على الأخلاق الحميدة لو مِت في أي لحظة".