«لوحة لكل حي»... مبادرة لمحو الأمية الفنية وتعميق الرؤية البصرية
نجح مجموعة من الفنانين التشكيليين في تدشين فكرة إبداعية جديدة، عبارة عن مبادرة لإقامة معارض للوحات الفنية. وانطلقت الفكرة في سبتمبر الماضي بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية (شمال القاهرة) تحت عنوان "لوحة لكل حي"، بهدف نشر الفن في الشوارع، وتحديداً بالمناطق الشعبية.ولاقت المبادرة أصداءً إيجابية وإقبالاً جماهيراً واسعاً، قبل أن تنتقل الفكرة قبل أيام إلى العاصمة المصرية، حيث يقيم الفنانون حالياً معرضاً للفنون التشكيلية للموهوبين وكبار الفنانين التشكيليين تحت نفس العنوان (لوحة لكل حي)، بأرض المعارض في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر (شرق القاهرة)، بحضور مؤسس المبادرة الفنان خضر مصطفى، والمنسقة العامة أميرة علاء، بهدف إرساء قيم الفن والجمال بكل أشكالها وصورها في حياة جميع فئات المجتمع.في السياق، اتفق عدد من كبار الفنانين التشكيليين على إقامة معارض متنقلة للفن التشكيلي في الأحياء والمناطق الشعبية بالقاهرة، والتي لا يصلها المد الفني والثقافي، ولا توجد فيها قصور للثقافة، وتصاحب هذه المعارض ندوات وورش للرسم والتثقيف، من خلال الجهود الذاتية لهؤلاء الفنانين، لنشر الفن التشكيلي، ومنح متذوقيه فرصة كبيرة للاستمتاع بلوحات كبار الفنانين، ومنهم موهبون في هذه المناطق.
وخلال المعرض الجديد، تم عرض مجموعة من اللوحات والصور لطلبة المدارس والموهوبين من مختلف الأعمار، وانتهى اللقاء بتوزيع شهادات تقدير على جميع المشاركين والتقاط صور تذكارية. مؤسس المبادرة الفنان خضر مصطفى، قال إن بعض الأعمال الفنية المهداة من الفنانين لهذا الحي الشعبي سيتم تركها في الأحياء المختلفة، شريطة تجهيز مكان بسيط على شكل متحف، حتى لو كان مجرَّد غرفة صغيرة مؤمَّنة جيداً تزورها أغلب الفئات في هذا الحي الشعبي.وتابع: "كل فناني وكُتاب وشعراء المبادرة من كبار النجوم والأسماء والشخصيات العامة في مجتمعنا، المساهم بإيجابية حقيقية في الخدمة المدنية للنهوض بالذائقة الفنية".ولفت إلى أن الفنانين المشاركين وضعوا في اعتبارهم محو الأمية الفنية، وتعميق الرؤية البصرية في المجتمع، والنهوض بالأجيال التي تنبت كل يوم بلا إدراك ولا حس أو مشاعر، مؤكداً أن المعارض التي ستقام بالأحياء الشعبية ستكون في المناطق الأقل وصولاً للثقافة والفن التي تزخر بها القاهرة وقاعاتها.ودعا مصطفى الفنانين والمثقفين والمبدعين إلى المشاركة في هذه المبادرة، من أجل نجاحها، تمهيداً لانتشارها في باقي محافظات مصر، وخاصة في الكفور والنجوع والمناطق النائية بالصعيد، لنشر الثقافة والفنون واكتشاف المواهب الفنية.يُذكر أن من بين الفنانين المشاركين في المبادرة: فاطمة نعيم، أميرة علاء، إبراهيم فرحات، جمال الموجي، عبدالقادر الحسيني، عبدالناصر السعدني، رجاء صادق، عبدالوهاب العراقي، هانم عطية، هشام طه، وائل السعيد، سعيد العايدي، وليد الحديدي وإبراهيم محمد.