أوضح رئيس البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنغن الدكتور رمضان البدري، أن وزير الآثار في مصر د. خالد العناني أعلن في 14 يوليو الماضي نجاح البعثة في الكشف عن القناع الفضي المذهب لكاهن الإله موت والإلهة نيوت الذي كان يغطي وجه أحد المومياوات الموجوده داخل ورشة كاملة للتحنيط، ملحق بها عدد من حجرات الدفن تضمّ مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م).

القناع الذي اختارته مجلة Archaeology ضمن أفضل 10 اكتشافات أثرية لعام 2018، أكّد د. البدري أنه يعد الأول من نوعه ضمن مكتشفات منطقة آثار سقارة منذ عام 1905 وفي مصر منذ عام 1939، ويتفرد في أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب وعيناه مطعمتان بحجر أسود (ربما عقيق)، ورخام مصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني)، وتبلغ مقاساته نحو 23× 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 غراماً.

Ad

وأكد أنه كان لمثل هذه الأقنعة الفضية والمطلية بالذهب في عصر الدولة القديمة معنى ديني عميق، من خلال ما أشارت إليه النصوص الدينية المصرية إلى أن عظام الآلهة مصنوعة من الفضة، وجسدها وجلدها من الذهب، وكان قناع المومياء خطوة نحو تحول المتوفي إلى إله، بحسب تلك المعتقدات.

وأضاف أن «البعثة تعكف الآن على إعداد مشروع بحثي وترميمي للقناع، بالإضافة إلى توثيق وترميم ورشة التحنيط وحجر الدفن، ومن المقرر أن يفتح الفريق المصري الألماني أربعة توابيت كبيرة في غرف دفن كل من تاديهور، وإيوت، وآيبوت، وتجانيميت، في مطلع عام 2019، لذا نتوقع المزيد من الاكتشافات».

اكتشافات أخرى

كشفت البعثة أيضاً عن ثلاث مومياوات ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الكالسيت (الالباستر المصري) وعدد من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفاينس الأزرق وأوان لزيوت التحنيط مكتوب عليها باللغة المصرية القديمة، فضلاً عن الورشة الكاملة للتحنيط والتي تتميز بأنها ذات تخطيط معماري مستطيل ومدخل في الركن الجنوبي الغربي، ومشيدة بالطوب اللبن وأحجار جيرية غير منتظمة الشكل.

وتشمل مباني الورشة بئراً خبيئة التحنيط، بعمق 13 متراً وتنتهي بحجرة أسفل الأرض، وضعت فيها أوان فخارية دوِّن عليها بالخط الهيراطيقي والديموطيقي أسماء لمواد وزيوت التحنيط. وتضم الورشة أيضاً حوضين محاطين بجدران من الطوب اللبن، غالبية الظن أن أحدهما خُصص لوضع ملح النطرون والآخر لإعداد لفائف المومياء الكتانية.

ومن أهم عناصر ورشة التحنيط البئر المعروف اصطلاحاً بـ K24. ويقع في منتصف ورشة التحنيط، وتبلغ أبعاده نحو 3 م× 3.50م، ويصل إلى عمق 30 متراً، وهو ذو طبيعة خاصة، إذ يشمل حجرات دفن محفورة في الصخر على أعماق متباعدة، بالإضافة إلى مومياوات وجدت في منتصفه.