لليوم الرابع على التوالي، تواصلت التظاهرات أمس في السودان، احتجاجا على الغلاء بشكل عام، وارتفاع أسعار الخبز بشكل خاص، والتي أدت الى مقتل العشرات وفرض حال الطوارئ في 5 محافظات، وذلك بالتزامن مع دخول قرار تعليق الدراسة بجميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية حتى إشعار آخر.

Ad

التظاهرات

وتجددت موجة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية والغلاء أمس، في مدن بربر (شمال)، والجزيرة آبا، والرهد (جنوب) وكسلا.

وأفاد شهود عيان بأن المحتجين في الرهد أحرقوا مقر حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم، ورشحت أنباء عن إعلان حال الطوارئ في ولاية شمال كردفان التي تقع فيها الرهد.

وفي الجزيرة آبا، التي تعتبر المعقل الرئيسي لـ «طائفة الأنصار» التي يتزعمها الصادق المهدي، اندلعت احتجاجات عقب تشييع مواطن قتل في تظاهرات الجمعة.

وبينما انضمت ولاية شمال كردفان وشرق دارفور إلى الولايات التي تم فيها تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات، شهد عدد من المدن، بما فيها العاصمة الخرطوم، هدوءا نسبيا، وسط انتشار أمني واسع وتعزيزات أمنية في عدد من الشوارع.

وكانت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز قد بدأت الأربعاء الماضي، في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبرة شمالها، وامتدت الخميس الى مدن أخرى بينها العاصمة الخرطوم.

وأمس الأول أحرق محتجون في مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض مقر الحزب الحاكم ومبنى ديوان الزكاة وفق شهود، كما نظمت تظاهرات في الخرطوم وأم درمان وعطبرة.

المهدي

ودعا زعيم «حزب الأمة» السوداني المعارض، الصادق المهدي، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، الرئيس عمر البشير إلى «قبول التغيير والاستماع إلى مطالب الاحتجاجات»، ملوحا بإضراب عام ثم انتفاضة في حال لم تستجب السلطات.

وقال المهدي إن «التحركات السلمية مشروعة قانونيا، ومبررة بواقع تردي الأوضاع المعيشية»، وتابع: «نؤيد التعبير السلمي وندين القمع المسلح، ونناشد القوى الأمنية عدم البطش بالمواطنين».

ودعا المعارض الذي تزامنت عودته الى البلاد بعد عام مع انطلاق التظاهرات إلى «تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلى ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل، لتنقل الأمر من العشوائية إلى التخطيط».

وأشار إلى أن «هناك دعوات سيتم توجيهها للمعارضة للاتفاق على نص المذكرة وموعد المسيرة»، قائلا: «إذا تجاوب النظام فكان بها، وإذا رفض فعليه أن يواجه غضبة الشعب، وسندعو إلى إضراب عام وبقية سيناريو الانتفاضة».

وأكد المهدي سقوط 22 قتيلا واعتقال العشرات جراء الاحتجاجات، بعدما أفادت صحيفة «الراكوبة» السودانية بسقوط 20 قتيلاً على الأقل.

والٍ جديد

وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير قرارا بتعيين ضابط في جهاز الأمن والمخابرات واليا جديدا لمنطقة القضارف التي شهدت احتجاجات.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) «أصدر رئيس الجمهورية قرارا بتعيين العميد أمن مبارك محمد شمت واليا على القضارف». وكان الوالي السابق للقضارف ميرغني صالح قد قتل في حادث تحطّم مروحية قبل ثلاثة أسابيع.

وشهدت ولاية القضارف الواقعة على بعد 550 كلم شرق العاصمة احتجاجات على ارتفاع سعر الخبز، وأوقعت ستة قتلى الخميس في صفوف المتظاهرين.

في المقابل، اعتبر مساعد للرئيس السوداني، في حديث مع قناة «العربية» السعودية أمس، أن «التظاهرات انحرفت عن مسارها الطبيعي»، مشددا على أن السلطات ترفض التخريب.

وأضاف أنه تم القبض على عضو مجلس تشريعي «يدير خلية تحرض الشارع»، كما تم القبض على عنصري أمن بلباس مدني يشاركان بالتظاهرات.

وكان الناطق باسم الحكومة السودانية، بشارة جمعة، قال أمس الأول «التظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها، وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة».

وأضاف جمعة أن «بعض الجهات السياسية حاولت استغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتهم السياسية».

الموساد

واتهم مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية صلاح قوش، خلال لقائه عددا من رؤساء التحرير والصحافيين، مساء أمس الأول، «الموساد الإسرائيلي بتجنيد عناصر من حركة عبدالواحد نور، كانوا في إسرائيل لإثارة الفوضى في السودان»، وقال: «رصدنا 280 عنصرا من الحركة وجند الموساد قسما منهم».

وأضاف أن «حركة عبدالواحد نور، هي حركة معارضة من دارفور، وعناصر الحركة هم من قاموا بأعمال الشغب التي شابت التظاهرات».