عادت «شياطين التفاصيل» لتدخل مجددا على مشاورات ربع الساعة الأخيرة الحكومية من باب إعادة توزيع بعض الحقائب على أساس طائفي ومذهبي بين الأفرقاء والأحزاب، إضافة إلى الخلاف على تحديد التموضع السياسي للوزير السنّي من خارج تيار «المستقبل»، وهو مبدئياً جواد عدرا، إما أن يكون ممثّلا حصراً لـ «اللقاء التشاوري» الذي اتفق على أن يتم توزيره من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، أم سيكون محسوبا على كتلة رئيس الجمهورية.وفي محاولة لتذليل العقبات الطارئة، عُقد لقاء بين الرئيس عون ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في قصر بعبدا، بعيدا من الإعلام لإيجاد حل لتوزير عدرا ومسألة توزيع الحقائب، في حين حطّ الرئيس المكلّف سعد الحريري في عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيدا من الإعلام.
وفيما خص إعادة توزيع بعض الحقائب على القوى السياسية، ذكرت مصادر متابعة أن الحزب «التقدمي الاشتراكي» أبلغ الرئيس الحريري إصراره على حصوله على حقيبتي التربية والصناعة، وطلب منه عدم مراجعته في هذا الموضوع»، مشيرة إلى أن «موضوع توزيع بعض الحقائب حصل بشأنه التباس، والتوزيع السابق الحقائب قد يؤدي إلى عدم التوازن في الكتل الكبيرة».في موازاة ذلك، يتّجه «اللقاء التشاوري» الى سحب اسم عدرا من لائحة الأسماء الأربعة التي قدّمها لإبراهيم، لأنه لم يلتزم بقرار ضمّه الى اللقاء، وإعادة طرح اسم مدير البروتوكول في مجلس النواب علي حمد، وكان قد تقدّم سابقا بهذا الاسم النائب قاسم هاشم إضافة إلى اسم عدرا.وقالت مصادر متابعة إن «لقاء صباحيا لم يدم اكثر من ربع ساعة بين النائب فيصل كرامي وعدرا في دارة الأول لم يخلص الى حلول لجهة التمثيل بين اللقاء التشاوري ورئيس الجمهورية»، مضيفة: «كل الخيارات مفتوحة، فقد يختار اللقاء اسما غير عدرا من الأسماء الثلاثة الأخرى، وقد يختار اسما جديدا، وقد يُعيد اللقاء طرحه الأول باختيار اسم من أعضائه الستة».كما عُقد لقاء، أمس، في دارة عضو «اللقاء التشاوري» النائب عبدالرحيم مراد، ضم نواب اللقاء. وأعلن مراد بعد الاجتماع أن «عدرا لم يعد يمثل اللقاء التشاوري، لأنه استمهل لإجراء مشاورات».وكشف أن «تسمية 4 أسماء جاءت بطلب من اللواء ابراهيم، بعد أن كنا قد اتفقنا على تسمية شخص واحد نتفق عليه». وأضاف: «فوجئنا باختيار الرئيس عون لعدرا، لأننا لا نعرفه ولا نعرف شيئا عن سياسته».وختم: «نحن نعتبر أن عدرا سيكون من حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وبالتالي فهو لا يمثّل اللقاء التشاوري». وأكد كرامي بعد الاجتماع «حصول لقاء مع عدرا»، مشيرا إلى أن «كل الامور قيد البحث». وأبدى في تصريح تأييده لكلام النائب مراد بأن «عدرا لم يعد يمثلنا»»، لافتا الى «إبعاد كل الاتصالات عن الإعلام حتى نبشر اللبنانيين بشيء جيد». من جانبه، شدد عضو اللقاء النائب قاسم هاشم، أمس، على أن «الوزير الذي سيسميه رئيس الجمهورية يجب أن يكون ممثلا حصريا عن اللقاء التشاوري»، وقال: «إن رفض جواد عدرا هذا الأمر سأعمد الى سحب اسمه كمرشحي».إلى ذلك، أشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، أمس، الى «ابتداع لمشكلات من أجل تأخير تشكيل الحكومة والتذاكي على الناس، لكنها لا تقنع أحدا، وكما يقول المثل العامي الناس بالناس والقطة بالنفاس».
دوليات
لبنان: التفاصيل تعيد الحكومة خطوة إلى الوراء
23-12-2018