قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد، تواصلت، أمس وللأسبوع السادس على التوالي، احتجاجات تحرك «السترات الصفراء» في فرنسا، على خلفية المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، مع تسجيل تراجع كبير في حركة الاحتجاج بشكل واضح.

وبدا أن التحركات التي جرت في مختلف أنحاء البلاد، فقدت الزخم في الأسابيع الأخيرة.

Ad

ويطالب المتظاهرون السلطة التنفيذية والرئيس إيمانويل ماكرون باتخاذ إجراءات جذرية لتحسين الأوضاع الاجتماعية.

وفي إطار الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود، تم تسجيل تظاهرات متفرقة امس، من دون أن يتم قطع الطرقات بالكامل كما كانت العادة في السابق، منذ انطلاق حركة «السترات» منتصف نوفمبر الماضي. فقد تم امس إغلاق قصر فرساي في جنوب غرب باريس، الذي يزوره سنويا ملايين السياح، تحسبا للفصل السادس من احتجاجات «السترات».

وقال جان جاك برو، المسؤول في إدارة منطقة إيفلين، إن «بضع مئات» من المحتجين تجمعوا أمام قصر فرساي، لإسماع مطالبهم التي يرتبط معظمها بالقدرة الشرائية. كما توجّه محتجون آخرون إلى العاصمة التي شهدت مواجهات عنيفة خلال التظاهرات السابقة.

ودعت الشرطة المحلات التجارية في باريس التي يفترض أن تكون مكتظة لمناسبة عيد الميلاد إلى «التزام الحذر».

واشارت وزارة الداخلية الى نشر قوات أمنية «متكافئة وتم تكييفها» من دون أن تذكر عددها.

وأغلقت كل محطات المترو التي تؤدي إلى الشانزليزيه وكذلك محطة ميروميسنيل المؤدية إلى وزارة الداخلية ومقر الرئاسة قصر الاليزيه.

وكانت السلطات الفرنسية نشرت الأسبوع الماضي نحو 69 ألف رجل شرطة بينهم ثمانية آلاف في باريس تساندهم آليات مدرعة تابعة للدرك. وأكدت وزارة الداخلية ان هذه الآليات نشرت أمس، مجددا وتمركزت في مناطق مثل تولوز وبوردو وبوش دو رون (جنوب).

ونظمت تظاهرات أيضا في ليون وتولوز وأورليان وبريتاني خصوصا.

وفي منطقة جيروند، أفاد مصدر في حركة الاحتجاج إن بعض متظاهري «السترات الصفراء» قاموا «بتحركات اقتصادية»، مثل إغلاق مراكز تجارية في أوج التسوق لعيد الميلاد.

وتجمع نحو مئة شخص في ستراسبورغ فوق جسر أوروبا بالقرب من الحدود الألمانية امس، ما تسبب في اضطراب مؤقت لحركة المرور حتى وصول قوات الأمن.

وفي السياق، أعلنت السلطات ان سائقاً (36 عاما) لقي حتفه قرب مدينة بربينيون في جنوب البلاد أمس الأول، عندما اصطدمت سيارته بشاحنة عند ساحة أغلقها محتجو «السترات الصفراء»، ليرتفع بذلك عدد الوفيات المرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في فرنسا إلى عشرة. وتأتي هذه التحركات غداة مصادقة البرلمان، أمس الأول، على سلسلة من القوانين التي تشكل تنفيذا لقرارات أعلنها ماكرون مثل إعفاء الموظفين من الضرائب على الساعات الإضافية ودفع مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذي يتقاضون حتى 3600 يورو بهدف تهدئة محتجي «السترات الصفراء».