ارتياح إيراني لانسحاب ترامب من سورية... والتوتر يعود للخليج

● «الحرس الثوري» يستعرض بالصواريخ قرب «جون ستينيس»... ويحذر دول المنطقة من ثمن باهظ
● مخاوف من ترسيخ طهران ممرها إلى بيروت
● بومبيو لعبدالمهدي: ملتزمون بقتال «داعش» في العراق

نشر في 23-12-2018
آخر تحديث 23-12-2018 | 00:05
رجل يرتدي زياً عسكرياً تركياً يرفع علامة العثمانيين القوميين المتطرفين خلال تظاهرة في شمال سورية أمس الأول (أ ف ب)
رجل يرتدي زياً عسكرياً تركياً يرفع علامة العثمانيين القوميين المتطرفين خلال تظاهرة في شمال سورية أمس الأول (أ ف ب)
بعد أشهر من الهدوء في الخليج، عاد التوتر مجدداً مع دخول حاملة الطائرات «جون ستينيس» إلى المنطقة، في وقت بدا أن إيران مرتاحة لقرار الرئيس دونالد ترامب الخروج عسكرياً من سورية.
عبّرت إيران ضمناً عن ارتياحها لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب العسكري من سورية، وهو القرار الذي خلط كل الأوراق في المنطقة، وأثار استغراب حلفاء واشنطن التقليديين.

وفي معرض رده على سؤال حول القرار الأميركي، رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن وجود القوات الأميركية في المنطقة كان إجراء خاطئاً، ومثيراً للأزمة منذ البداية.

وقال قاسمي، أمس: «دراسة تاريخ تطورات المنطقة على مر العقود الأخيرة حتي يومنا هذا، تبين أن وجود القوات الأجنبية في هذه المنطقة المهمة والحساسة تحت ذرائع مختلفة، لم يحقق نتيجة سوى انعدام الأمن وتعميق الخلافات».

ولطالما كانت طهران تدعو إلى خروج القوات الاميركية من المنطقة، وبدا أن قرار ترامب يلبي هذا الطلب. لكن الرئيس الأميركي كتب على «تويتر» بعد إعلانه المفاجئ: «مهما قالوا لكم عكس ذلك، يجب أن تعرفوا ان قراري يغضب روسيا وإيران وسورية، إلى من سيوجهون كراهيتهم»، مضيفاً: «حان الوقت ليحارب الآخرون».

الممر البري

ومنذ خرج القرار الزلزال إلى العلن مطيحاً بوزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه احتجاجاً، تتزايد التحذيرات من أن يمهّد سحب الولايات المتحدة قواتها من سورية الطريق أمام إيران لترسيخ نفوذها في المنطقة عبر ممر بري يربطها بالبحر المتوسط. ويرجح محللون بأن يمكّن هذا السيناريو إيران من إعادة رسم خريطة المنطقة، لأن هذا الممر يربط أراضيها بالعراق فسورية وصولاً إلى لبنان. وينطلق منتقدو قرار الرئيس الأميركي من أنه سيسمح لايران بتحقيق هدف استراتيجي، شكل منعه أحد أبرز أولويات السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول الأستاذ الجامعي والباحث في الشأن السوري جوليان تيرون، تعليقاً على القرار الأميركي: «من الواضح أنه انتصار استراتيجي لطهران (...) سيسمح لها بكسر المنطقة العازلة التي أرساها الغرب بين سورية والعراق ومن ثم التموضع فيها».

وتفيد التقارير بأن الطيران الأميركي الموجود في قواعد عدة في المثلث السوري ـ العراقي ـ الأردني، بعضها في الجانب السوري مثل قاعدة التنف، منع إيران من المضي بخططها.

العراق

ووسط مخاوف من تراجع الالتزام الاميركي في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، مع توارد تقارير عن توقف الغارات الجوية للتحالف الدولي الأمر الذي يعن أن التحالف فقد عملياً مبرر وجوده، أكد وزير الخارجية الأميركي جورج بومبيو، أن الولايات المتحدة مستمرة بالتزاماتها بمحاربة «داعش» في العراق وبقية المناطق وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي.

وأكد عبدالمهدي، بحسب البيان، أن «تطور الأمن في سورية والوصول إلى تسوية سياسية له علاقة مباشرة بالأمن العراقي واستقرار المنطقة».

وأثنى عبد المهدي على «القرار الصائب بتمديد مهلة شراء الكهرباء الإيراني مدة 90 يوماً والاتفاق على كيفية التعامل في هذه الموضوعات من خلال تعميق العلاقات بين البلدين على أساس المصالح المشتركة».

ودافع بومبيو أمس الأول عن قرار ترامب، مؤكداً أن بلاده تمكنت من تحقيق مهمتها في سورية المتمثلة في هزيمة «داعش». وشدد على أن الجهد المتعلق بالتحالف الدولي لهزيمة التنظيم لا يزال قائماً «ونحن على دراية كاملة بالمخاطر التي تهدد الولايات المتحدة من الإرهاب».

في غضون ذلك، وبعد أشهر طويلة من الهدوء في الخليج وتدني مستوى التوتر بين السفن الأميركية والإيرانية إلى مستوى قياسي، عاد الأمور الى سابق عهدها مع وصول حاملة الطائرات الأميركية «جون ستينيس» إلى المنطقة للمرة الأولى، منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن سفناً تابعة للحرس الثوري الإيراني أطلقت صواريخ باتجاه «جون ستينيس» التي دخلت مياه الخليج، أمس الأول.

وذكرت الوكالة أن السفن التابعة للحرس الثوري كانت تتابع حاملة الطائرات ومجموعة السفن المرافقة لها عن كثب، وأطلقت صواريخ باتجاهها إضافة إلى تحليق طائرة من دون طيار بالقرب منها.

وقالت الناطقة باسم الأسطول الخامس الأميركي، الذي يرابط في البحرين: «نسعى إلى جعل عملياتنا غير قابلة للتنبؤ إلى حد أكبر بالنسبة للخصوم، وفي الوقت ذاته قابلة للتنبؤ من الناحية الاستراتيجية للحلفاء».

وتضم مجموعة السفن، التي ترافق «جون ستينيس» الطراد الصاروخي «موبايل باي» والمدمرتين «ديكاتور» و«ميتشر» إضافة إلى غواصة ذرية.

وأمس، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أنهى مناورات هجومية في مياه الخليج. وأضاف أنه أجرى تدريبات على إسقاط مروحيات معادية باستخدام ألغام بحرية، إضافة إلى تدريبات على «احتلال مواقع اقتصادية استراتيجية لعدو مفترض» والسيطرة على ميناء ورصيف بحري في الخليج.

ونشر الحرس الثوري فيديو للتدريبات تظهر فيه قواته الخاصة «فرقة الصابرين»، وهي تهاجم جزيرة في الخليج.

أما غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء في الحرس الثوري، فقد أطلق خلال حضوره المناورات تحذيرا واضحا للدول الخليجية، عندما قال: "نسعى إلى إيجاد علاقات أخوية مع دول الجوار، لكننا نحذر أي دولة من أن تفسح المجال لدول الاستكبار للتدخل ضد إيران، لأنها ستدفع ثمنا باهظا".

back to top