أكد مبعوث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح أنه أجرى مباحثات جوهرية واستراتيجية مع كبار المسؤولين الصينيين تخدم البلدين.

جاء ذلك في بيان لسفارة الكويت لدى الصين اليوم الأحد في ختام زيارة رسمية قام بها الشيخ ناصر صباح الأحمد للصين واستمرت نحو أسبوع كامل.

Ad

وأعرب الشيخ ناصر صباح الأحمد عن جزيل الشكر والتقدير البالغ للرئيس الصيني شي جين بينغ والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة هان تشيانغ وكبار المسؤولين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وأجواء الصداقة التي سادت المباحثات الجوهرية والاستراتيجية التي تخدم وتصب في مصلحة البلدين الصديقين وشعبيهما.

ونوه بالمواقف الموضوعية والعادلة التي تتبناها الصين دائماً على الساحة الدولية وتنسيقها المستمر مع الكويت في مجلس الأمن الدولي، معرباً عن ارتياحه لتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين وارتقائها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وأشار إلى التقدم الجوهري الذي شهده التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين خاصة بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة وكذلك المنهجية التنفيذية لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وأشاد بالمشاركة الصينية في عدد من المشروعات التنموية الكبري الجاري تنفيذها الكويت إضافة إلى اهتمامها بالمشروعات العملاقة المقبلة في شمال البلاد.

ودعا الشيخ ناصر صباح الأحمد إلى دعم وتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة لا سيما مشروعات البنى التحتية وتوطين التكنولوجيا، مؤكداً ثقته في أن نتائج زيارته إلى الصين ستخدم مصالح البلدين في ضوء اهتمامهما باستغلال الفرص المتوفرة بصورة فعالة.

وذكر البيان أنه كان في مقدمة مودعي الشيخ ناصر في مطار بكين سفير الكويت لدى الصين سميح حيات ومساعد وزير الخارجية الصيني لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا السفير وانغ دي وكبار المسؤولين في الرئاسة الصينية ووزارة الخارجية والأمن العام وأعضاء السفارة الكويتية.

زيارة ناجحة

ونقل البيان عن السفير حيات قوله أن الزيارة كانت «ناجحة بكل المقاييس» إذ تعكس نتائجها العمق الاستراتيجي وتليق بمسار العلاقات التاريخية بين الكويت والصين.

وأكد حرص قيادتي البلدين على توثيق وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية التي ترسخت بخطوات نوعية كبيرة ومهمة خلال زيارة الدولة التي قام بها سمو أمير البلاد إلى الصين في شهر يوليو الماضي.

واعتبر حيات أن المنهجية المتبعة في التواصل والتشاور بين قيادتي البلدين «أضحت فعالة ومهمة ومستمرة بخطوات صلبة نحو الذروة».

وشدد على أهمية الارتقاء بالتعاون العملي بين البلدين، لافتاً إلى أن القيادة الصينية تنظر إلى الكويت كشريك استراتيجي رئيس في كافة المجالات السياسة والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والأمنية.

وأوضح أن القيادة السياسية العليا بالصين أكدت خلال اللقاءات مع الشيخ ناصر صباح الأحمد على أن الكويت بلد مهم ومحوري وذو تأثير خاص في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي نظراً إلى الدور الكبير الذي يقوم به سمو أمير البلاد لجهة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وكان مبعوث سمو أمير البلاد سلم يوم الاثنين الماضي رسالة خطية موجهة من سموه إلى الرئيس الصيني تتعلق بتعميق التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

كما بحث الشيخ ناصر صباح الأحمد مع النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الصيني هان تشيانغ تعزيز التعاون الثنائي وترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في لقاء لهما يوم الاثنين الماضي في قاعة الشعب الكبرى بالقصر الجمهوري بالعاصمة بكين.

وشارك في منتدى حواري بعنوان «رؤية الأمير الاستراتيجية للكويت الجديدة 2035» والذي نظمته سفارة الكويت بالتعاون مع مركز الحوار والفكر الاستراتيجي الحكومي التابع للرئاسة الصينية ومجلس الدولة يوم الثلاثاء الماضي.

وأبدى الشيخ ناصر صباح الأحمد خلال المنتدى رغبة الكويت في زيادة عدد طلبتها في الصين والعمل على اجتذاب مزيد من الطلاب والباحثين الصينيين إلى الكويت لتكوين هيكلية ناضجة للحوار الفكري والعلمي والثقافي بين البلدين الصديقين بما يتناغم مع توجه الحكومتين للتنسيق بين رؤية «كويت جديدة 2035» ومبادرة «الحزام والطريق الصينية».

وشهد المنتدى طرح اقتراحات متنوعة لمشاريع مستقبلية ضمن التعاون المشترك لا سيما في مجالات الاستثمار والاقتصاد والعلوم والتقنية كما تم الإعلان عن توقيع اتفاقية تعاون بين سفارة الكويت والمركز الصيني بغرض تطوير التبادل الفكري والاكاديمي بين البلدين.

وقام مبعوث سمو أمير البلاد يوم الخميس الماضي بزيارة ميدانية إلى ميناء يانغ شييان الصيني الواقع قرب مدينة شنغهاي تلبية لدعوة رسمية موجهة من الحكومة الصينية.

والتقى الشيخ ناصر صباح الأحمد في اليوم ذاته عمدة مدينة شنغهاي يانغ شيونيغ حيث أكد أهمية دعم التعاون الاقتصادي الاستراتيجي مع الصين بشكل عام وشنغهاي بشكل خاص التي تعد العاصمة الاقتصادية والجبهة الأمامية لمبادرة «الحزام والطريق».