طوال الأعوام العشرة الماضية، شهد واقع التصميم اللبناني تغيّرات، بفضل إنشاء محترفات تصميم جديدة وإطلاق مبادرات ومعارض متخصّصة في هذا المجال.

رغم ذلك، يوضح المصمّم المقيم في لبنان، مستشار معهد غوته لبنان غسان سلامة، أن المصمّمين في لبنان يواجهون تحديات، فيما لا تنجح إلا قلة في التغلب على الصعاب التي تعترضها.

Ad

يضيف: «حالياً، يرتبط ما يسمّى تصميماً إبداعياً، ارتباطاً وثيقاً بالحِرَف والإرث غير المادي الذي تناقَلَته أجيال من الحرفيّين يُتقنون مهارات محدّدة في التصنيع، غالباً ما تكون متّصلة بالأشياء والأثاث وقطع الديكور».

يتابع: «في المقابل، يشهد التصميم الإبداعي إقبالاً لافتاً في الوقت الراهن، علماً بأن الفضل في ذلك يعود إلى عاملَيْن: الأول، تنامي وعي اللبنانيّين بشكل متزايد واهتمامهم بالفنّ والحِرَف، بفعل ظهور مؤسسات ومنشآت فنية وتصميمية. أما الثاني فسببه أنّ فنّ التصميم الشرق أوسطي، يحظى باهتمام، ويثير الفضول على صعيد المشهد العالمي للفن والتصميم».

يعتبر غسان سلامة أنّ التصميم، بصفته منهجاً للتفكير، يركّز على عناصر الاستكشاف والتجريب وحلّ المعضلات. «لسوء الحظ، لم يكن هذا الفنّ، بحسب هذا المفهوم، من سمات المجتمع اللبناني، فيما لم تبدأ المؤسسات التعليمية إدراجه ضمن مناهجها إلا في الآونة الأخيرة. لذلك أحد التحديات الرئيسة، يكمن في سدّ الفجوة التي تُباعِد بين تعليم التصميم واتجاهات السوق».

مقاربة ودعم

يواجه «فنتصميم» التحديات متسلّحاً بمقاربة متكاملة، ترمي إلى دعم صناعة التصميم في لبنان، بما يتيح للممارسين تخصيص مسيراتهم المهنية والتفرّغ لشغفهم.

حول البرنامج الجديد يوضح مدير معهد غوته لبنان، ماني بورناغي: «تُعتبَر الصناعات الثقافية والإبداعية، ومن ضمنها صناعة التصميم، أحد أكثر القطاعات الاقتصادية ديناميكية على الصعيد العالمي. في الوقت نفسه، يواجه رواد الأعمال الثقافية تحديات محدّدة، وهم في حاجة إلى برامج تلبّي حاجاتهم الفردية».

يضيف: «هذه هي نقطة البداية في «فنتصميم»، وهو برنامج مدّته عام. بالنيابة عن الوزارة الفدراليّة الألمانيّة للتعاون والتطوير الاقتصاديّ (BMZ)، يدعم معهد غوته والجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) الصناعات الثقافية والإبداعية في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا. كذلك ينطوي نهجنا الشامل على بناء القدرات، وتعزيز روح المبادرة الثقافية، وتشجيع تبادل المعارف».

يتوجه «فنتصميم» إلى المصمّمين في مجالات التصميم الصناعيّ وتصميم الأثاث، والتصميم الغرافيكيّ والحروفيّ والطباعيّ، وتصميم الأزياء والأقمشة، والتصميم الداخليّ والتنسيق الحضريّ، إضافة إلى التحريك والرسم، من لبنان ومنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أنشطة موازية

يشمل البرنامج نشاطات متوازية ومكمِّلة، وهي: «حوارات فنتصميم»، يدعو نخبة من المتخصصين في مجال التصميم الإبداعيّ، إلى عرض مواضيع حول الابتكار في مجال التصميم الإبداعيّ ومناقشتها.

«خلاصات فنتصميم»، يفوّض خبراء في إجراء أبحاث حول الأُطُر القانونية والاقتصاديّة لصناعة التصميم اللبنانية، بالإضافة إلى البحث في التحديات الدقيقة التي يواجهها المصمّمون اللبنانيون. أما «نتاجات فنتصميم» فتمكّن المصمّمين، والمشاركين في البرنامج، من تقديم خدماتهم، وعرض منتجاتهم، على منصّات شبكيّة.

تعالج «مدرسة فنتصميم» مجموعة من التحديات الأساسية التي يواجهها الجيل الشاب من المصمّمين والمصمّمات، الذين يتطلّعون إلى تحويل أفكارهم الإبداعية إلى نماذج أعمال مستدامة. وسينعم المرشّحون المقبولون، بفرص تطوير مهاراتهم المهنيّة، عبر منهج عمل مصغّر حول ريادة الأعمال الثقافية، بالإضافة إلى إرشاد مهنيّ موجّه يديره خبراء في التصميم، محليّون وعالميون.

تدرج ومبادرات

تتضمن فرص التدرّج المهني العمل، مدّة أسبوع إلى أربعة أسابيع، في مبادرات متّصلة بالتصميم أو لدى شركات ناشئة أو مؤسسات في لبنان أو الخارج. كذلك تمكّن المشاركين المختارين، من تطوير أفكارهم المهنية والارتقاء بها وتبادل الأفكار حول المحتوى وعروض التقديم.

بالتوازي مع «مدرسة فنتصميم»، يُطلق «فنتصميم» برنامج إقامة على مدى أسبوعين، يوفّر عبره الإرشاد المهني وتطوير أفكار المشاريع الناشئة، في «بيت الفنان» - حمانا. كذلك، يقدّم «مشغل فنتصميم، في الفترة الممتدّة بين يناير ومارس 2019، تمويلاً لفرص التدرّج المهنيّ ضمن مبادرات في مجال التصميم، في لبنان والخارج.

أما في أبريل 2019، فينطلق «دعم فنتصميم»، وهو برنامج يهدف إلى دعم المصمّمين في تنفيذ أفكار مشاريعهم الإبداعيّة، من خلال تقديمه منحاً لدعم المؤسّسات الناشئة إضافة إلى توفير الإرشاد الفردي، وأمكنة العمل، وجلسات المشاركة، فيما توفّر «معارض فنتصميم» فرصاً لزيارة المعارض التجاريّة العالمية والمؤتمرات التخصّصيّة.